حبوب منع الحمل للرجال: هل هي الخيار الأفضل؟

• ذات صلة
• افضل حبوب منع الحمل
• دواعي جراحة العمود الفقري

هل هناك حبوب منع حمل للرجال؟

قد يَعتقد البعض أنّ فكرة وجود حبوب منع حمل للرجال male birth control pill تُعد من الأمور الحديثة في المجال الطبي، ولكن في حقيقة الأمر بَدأ العديد من الباحثين والأطباء في دراسة تطوير حبوب أو كبسولات دوائية لهذا الغرض على مدار نصف القرن الماضي، ولكن لم يتم طرح أيّ من هذه الأدوية في السوق التجاري إلى الآن، ويمكن أن يُعزى ذلك لعدم اهتمام شركات الأدوية بهذه العلاجات، إلى جانب وجود العديد من العوامل العملية التي سَبَّبَت وُجود هذه الفجوة بين تطوير حبوب منع الحمل للنساء والرجال.^[١]

تمّ تطوير حبوب منع الحمل للنساء وإطلاقها في السوق المحلي لأول مرة في عام 1960، وكانت عبارة عن قَفزة في عالم الطب وتنظيم النسل، وتسبَّبت هذه الأدوية بتحميل النساء عِبء منع الحمل لوحدهنّ بطريقة غير مقصودة، ولذلك يسعى الكثير من الباحثين والعلماء لتطوير حبوب منع حمل للرجال لكي تُساعد في تَوزيع هذا العبء.^[١]

ماذا تقول الدراسات عن حبوب منع الحمل؟

يَعتقد عدد من الباحثين في جامعة واشنطن أنّ حبوب منع الحمل للرجال ستكون قريبًا متوفرة للاستخدام، لأنّ هناك العديد من الدراسات التي يتم إجراؤها في هذه الأيام للعمل على تطوير هذه الحبوب،^[٢] وفيما يأتي توضيحًا لبعض الدراسات الخاصّة بحبوب منع الحمل:

• أحد الدراسات تمّ القيام بها في جامعة واشنطن حول حبوب منع الحمل للرجال، وتم الإعلان عن نتائج هذه الدراسة في مؤتمر الغدد الصمّاء الذي أُقيم في عام 2018 في شيكاغو، وقد كانت نتائج هذه الدراسة مُبشِّرة من حيث عدم وجود أعراض جانبية أو انخفاض في الأداء الجنسي أو الرغبة الجنسية عند الأشخاص الذين أُجريت عليهم الدراسة.^[٢]

• واحدة من الدراسات التي تمّ إجراؤها لتطوير الحبوب كانت نتائِجُها جيدة للغاية، وترجع هذه النتائج الإيجابية لوجود عوامل نشطة في هذه الحبوب وهي جزء من هرمون البروجيسترون، وجزء من هرمون التستوستيرون المُعدَّل، ويساعد هذا الخليط من الهرمونات على وجود توازن بينها داخل الجسم، ويساعد ذلك في تفادي حدوث انخفاض في الرغبة الجنسية أو الدافع الجنسي الذي تُسبِّبه التركيبات الأُخرى من هذه الهرمونات.^[٣]

• وجدت بعض الدراسات أن وجود هرمون البروجستيرون في هذه الحبوب يساعد على تقليل إنتاج الحيوانات المنوية في جسم الرجل، ولكنه يعمل على تقليل إنتاج هرمون التستستيرون أيضًا، مما يجعل الشخص أكثر عُرضةً للإصابة بالجلطات والاكتئاب والعديد من المشاكل الأُخرى، ولذلك يُساعد استخدام حبوب منع الحمل الجديدة على إبقاء مستويات هرمون التستوستيرون في مستواها الطبيعي.^[٣]

• استمرت دراسة لمدة 28 يوم، وقد تناول المشاركين في هذه الدراسة حبوب تحتوي على 200 إلى 400 مليغرام من المواد النشطة، ومعظم الرجال المشاركين في هذه الدراسة لم تظهر عليهم أيّ أعراض نتيجة انخفاض نسبة هرمون التستوستيرون في الجسم، ولكن نسبة قليلة من هؤلاء الرجال ظهرت عليهم بعض الآثار الجانبيّة مثل الصداع مع ظهور حب الشباب وانخفاض في الرغبة الجنسية وضعف خفيف في الانتصاب.^[٣]

قال الدكتور ستيفاني بيج، أستاذ الطب في كلية الطب في جامعة واشنطن أنه "من الصعب إعطاء هرمون التستوستيرون والمواد الكيميائية المماثلة له عن طريق الفم وذلك بسبب اختفائها من مجرى الدم بسرعة وتسبُّبِها بعدد من مشاكل في الكبد، والهدف هو تطوير علاج لا يحتوي على آثار جانبية خطيرة".^[٢]

هناك العديد من الدراسات والأبحاث التي يتم القيام بها في هذه الأيام لتطوير حبوب منع حمل فعّالة للرجال ولا تسبب أي أعراض جانبية خطيرة، وبعض هذه الدراسات توصلت لتركيبات فعالة من هذه الحبوب ولكنّها تبقى خاضعة للدراسة والبحث.

كيف تعمل حبوب منع الحمل للرجال؟

لا تزال حبوب منع الحمل للرجال خاضِعة للعديد من الدراسات والفحوصات المخبرية للتأكُّد من سلامة استخدامها، وتقوم هذه الحبوب بالعديد من المهام في المُساعدة على منع الحمل عند الأزواج، وطريقة عمل حبوب منع الحمل للرجال كالآتي:^[٤]

• تقوم هذه الحبوب بتثبيط عمل نوعين من الهرمونات الذكرية هي الهرمون المنبه للجريب follicle stimulating hormone، والهرمون اللوتيني luteinizing hormone، ويسبب ذلك انخفاض درجة الخصوبة إلى جانب هرمون التستوستيرون، ولكن من غير التسبُّب بظهور أعراض انخفاض هذا الهرمون في الجسم.

• يمكن أن تقوم حبوب منع الحمل بالعمل على تقليل إنتاج الحيوانات المنوية عند الذكر، وهو الأمر الذي ما زال طور البحث ولكن يعتقد العلماء أنه أحد الطرق الممكنة التي تقوم بها هذه الحبوب بمنع الحمل.

تُساعد حبوب منع الحمل على تثبيط إنتاج وعمل بعض الهرمونات التي تساهم في تكوين الحيوانات المنوية، وعند استخدام هذه الحبوب يؤدي ذلك إلى انخفاض في عدد الحيوانات المنوية في الجسم وبالتالي المساعدة في تخفيض احتمالية حُدوث الحمل عند الجماع.

ما هي درجة أمان حبوب منع الحمل؟

من أهمّ الأمور التي بحثت فيها العديد من الدراسات التي أُجريت حول حبوب منع الحمل للرجال هي ما إذا كانت هذه الحبوب آمنة عند استخدامها من قبل الذكور ^[٤] وما توصلت إليه الدراسات من حيث مأمونية حبوب منع الحمل هو كالآتي:

• لا زالت هذه الدراسات تبحث في تأثير استخدام هذه الكبسولات على المدى الطويل، وبعض الأشخاص المشاركين في هذه الدراسات قد اشتكوا من ظهور بعض الآثار الجانبية مثل الصداع وظهور حب الشباب والإرهاق أو الإعياء، بالإضافة إلى زيادة صغيرة في الوزن طول فترة استخدام هذه الحبوب والتي وصلت ل 28 يوم.^[٤]

• ذكر بعض الباحثين أنه يجب التأكد من عدم وجود آثار طويلة المدى لهذه الحبوب مثل زيادة خطر الإصابة بالجلطات الدموية مثل حبوب منع الحمل التي تتناولها النساء، وما إذا كانت هذه الكبسولات تسبب أيّ ضرر للكلى أو الكبد أو الأماكن التي تُساعد على استقلاب وامتصاص هذه الحبوب.^[٤]

• يجب القيام بالمزيد من الأبحاث للتأكد من عدم تأثير هذه الحبوب بشكل سلبي على القدرة الإخصابية عند الرجال وذلك لأن هذه الحبوب تعمل على خفض نسبة إنتاج الحيوانات المنوية وهرمون التستستيرون، وما إذا كان هنالك إمكانية لعكس التأثيرات التي تسببها هذه الحبوب.^[٥]

لا يزال العلماء والأطباء في طور إجراء العديد من الدراسات للتأكد من سلامة حبوب منع الحمل للرجال، وبعض هذه الدراسات أظهرت تعرّض عدد من الرجال لبعض الآثار الجانبية نتيجة تناول هذه الحبوب.

هل حبوب منع الحمل للرجال هي الخيار الأفضل؟

تُعدّ حبوب منع الحمل للرجال أحد الخيارات التي يمكن من خلاها منع حدوث الحمل، ولكن قد تكون هذه الحبوب غير مرغوبة عند بعض الرجال الذين يختارون طُرق أُخرى لمنع الحمل، وفيما يأتي توضيحًا لعدد من الأسباب التي تُبنى عليها أفضلية حبوب منع الحمل للرجال:^[١]

• تُساعد حبوب منع الحمل للرجال على تقاسُم المسؤولية بين الرجال والنساء، فهناك عدد لا بأس به من الرجال يريدون أن يكونوا جُزء من هذه العملية وتخفيف العبء على المرأة.
• تُوفّر حبوب منع الحمل للرجال حلًّا جذريًا لمشكلة الحمل غير المُخطط له أو الحمل غير المقصود، وتُعدّ هذه المشكلة أحد أكبر المشاكل التي يُواجِهها الأزواج والناس بشكلٍ عام في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تُسبب العديد من الأعباء الاقتصاديّة والاجتماعيّة والصحيّة على الأفراد والمجتمع والنظام الصحي بشكلٍ عام.
• تخضع أدوية منع الحمل والخيارات الأُخرى من طرق منع الحمل للرجال للعديد من الفحوصات والاختبارات قَبل أن تُعد من العلاجات الأكيدة بشكلٍ كامل، ولذلك يمكن أن تمرّ فترة طويلة قد تصل إلى سنوات قبل أن تكون هذه الأدوية والعلاجات في متناول الجميع لذلك تمتاز بالأمان.

تعد حبوب منع الحمل للرجال أحد الخيارات السهلة والبسيطة لمنع حدوث الحمل، وتساعد على تقاسُم مسؤولية الحمل بين الرجال والنساء، وتجنب حدوث الحمل غير المقصود.

ما هي الوسائل الأخرى لمنع الحمل؟

بعد أن تمّ الحديث عن حبوب منع الحمل للرجال وكيفية عملها وما إذا كان هناك أيّ أعراض جانبية يمكن أن تُسببها، يجب التطرق للحديث عن الوسائل الأخرى للرجال والتي يمكن اتباعها لمنع الحمل،^[٦] وهذه الوسائل الأخرى هي كالآتي:

الواقيات الذكرية

تُعدّ الواقيات الذكرية من أهم وأفضل طرق منع الحمل للرجال، وذلك لأنها في معظم الأحيان تكون فعالة لغاية 98%، وتُساعد أيضًا في الحماية من الإصابة بالأمراض الجنسية ،ويجب القيام بارتداء الواقي الذكري بطريقة صحيحة، لأن استعماله بشكلٍ خاطئ يعمل على زيادة حدوث حمل غير مرغوب بنسبة 1 إلى 5 من مرات حدوث الجماع، ويجب أيضًا التأكد من فترة صلاحية الواقي الذكري قبل استخدامه، واستخدام الواقيات الذكرية المصنوعة من اللاتكس والبولي يورثين وإبقائها في مكان بارد وجاف لتجنب تعرضها للتلف أو الضرر ويجب القيام بارتداء الواقي الذكري بشكل صحيح والتخلص منه عند الانتهاء.^[٦]

قطع القناة الدافقة

تُعد طريقة قطع القناة الدافقة أحد الطرق الفعالة في منع الحمل، ويطلق عليها أيضًا اسم عملية تعقيم الذكور، وهي عبارة عن عملية جراحية بسيطة يمكن القيام بها في عيادة الطبيب ويتم فيها قطع الأنابيب أو القنوات الموجودة في كيس الصفن أو الخصية والتي تعمل على نقل الحيوانات المنوية من الخصيتين إلى مجرى البول، ويُعدّ هذا الإجراء أحد العلاجات السريعة السهلة ويمكن للمريض العودة للمنزل بنفس اليوم وهي أحد العلاجات الدائمة، ويمكن القيام بهذه العملية بطريقتين وهي طريقة الشق الجراحي أو من غير القيام بعمل شق، وتساعد الطريقة الأخيرة على تقليل نسبة حدوث العدوى، وتسريع عملية الشفاء.^[٧]

طريقة الانسحاب

تعني طريقة الانسحاب القيام بإخراج القضيب من المهبل وإبعاده عن الأعضاء التناسلة الأنثوية عند اقتراب حدوث عملية القذف، وتهدف هذه الطريقة إلى منع وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة وتلقيحها، وتُعدّ هذه الطريقة أحد الطُرق الصعبة في منع الحمل، وذلك لأنها تتطلب ضبط النفس، ولا تُعد هذه الطريقة أحد الوسائل الفعّالة في منع الحمل، لأنه يمكن أن تصل الحيوانات المنوية إلى البويضة اذا لم يتم الانسحاب في الوقت المناسب، أو إذا كان السائل الذي يخرج من القضيب قبل حدوث عملية القدف يحتوي على بعض الحيوانات المنوية.^[٨]

حبوب منع الحمل غير الهرمونية

وهي عبارة عن حبوب منع حمل لا تحتوي على أيّ من الهرمونات، وتم استخدامها في بعض الدول مثل إندونيسيا في بعض التجارب السريرية، وتحتوي هذه الحبوب على مواد مأخوذة من نبتة تُسمى بالجندروسا Justicia gendarussa، والتي وجدت بعض الدراسات أنه إذا تم استخدامها بشكلٍ صحيح قد تعمل على منع حدوث الحمل بنسبة تصل إلى 99%، وتقوم هذه النبتة بتثبيط عمل إنزيم موجود على رأس الحيوان المنوي وبالتالي التقليل من قدرته على اختراق البويضة، ولكن لا توجد أبحاث واضحة توضّح فائدة استخدام جندروسا كوسيلة لمنع الحمل للذكور.^[٩]

حقن مواد هلامية

من الطرق الأُخرى لمنع الحمل هي القيام بحقن مادة هلامية في الأسهر وهو القناة التي تعمل على نقل الحيوانات المنوية من البربخ إلى القناة الدافقة، وتعمل هذه المادة الهلاميّة على منع وصول الحيوانات المنوية وخروجها من القضيب وبالتالي منع الحمل، ويبحث العلماء في الوقت الحالي في جدوى فعالية هذه العملية والآثار الجانبية التي يمكن أن تسببها.^[٩]

المراجع[+]

1. ^ ^{أ ب ت} "will-we-ever-get-a-birth-control-pill-for-men", healthline, 2020-09-21, Retrieved 2020-09-21. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت} "will-men-use-new-male-birth-control-pill", healthline, 2020-09-21, Retrieved 2020-09-21. Edited.
3. ^ ^{أ ب ت} "male-birth-control-pill-tested-safety", livescience, 2020-09-21, Retrieved 2020-09-21. Edited.
4. ^ ^{أ ب ت ث} "male-birth-control-option-passes-safety-tests", UTSouthwestern Medical Center, 2020-09-21, Retrieved 2020-09-21. Edited.
5. ↑ "A New Male Birth Control Has Passed Human Safety Tests", pbs, 2020-09-21, Retrieved 2020-09-21. Edited.
6. ^ ^{أ ب} "Male Birth Control Options", webmd, 2020-09-23, Retrieved 2020-09-23. Edited.
7. ↑ "vasectomy", plannedparenthood, 2020-09-23, Retrieved 2020-09-23. Edited.
8. ↑ "withdrawal-method", mayoclinic, 2020-09-23, Retrieved 2020-09-23. Edited.
9. ^ ^{أ ب} "Male Birth Control ", verywellhealth, 2020-09-23, Retrieved 2020-09-23. Edited.