دعاء الضيق

دعاء الضيق

يُعدُّ الدعاء في الإسلام عبادة من أهم العبادات التي تؤدِّي إلى رضا الله -عزَّ وجلَّ- وتوجبُ ثوابه وأجره، وتقوم هذه العبادة على سؤال العبدُ ربَّه تعالى ويطلب منه مسألته، كما أنه ملجأ فرج للمؤمن الذي يحمل في قلبه ضيق وهم، لذا، سنذكر في هذا المقال أكثر أدعية الضيق ذكرًا، عسى أن تفرّج هموم من يقرأها:


دعاء-الضيق/

آيات قرآنية كريمة عن الدعاء في ساعة الضيق

تعتبر قراءة القرآن الكريم لوحدها وسيلة تجلي القلب من همومه وأحزانه الدنيوية، فهو شفاء للصدور، ونور للقلوب، ومع الدعاء، يأتي فرج رب العالمين على كل ضيق وهم في حياة المؤمن بإذنه تعالى، وقد حثَّ الله تعالى الناس على الدعاء في كتابه الحكيم، ومن الآيات الكريمة التي تدل على ذلك هي:

  • قال تعالى في سورة غافر: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}
  • قال تعالى في سورة المؤمنون: “إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ”
  • قال تعالى في سورة النمل: “أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَـهٌ مَّعَ اللَّـهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ”
  • قال تعالى في سورة المؤمنون: “إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ”
  • قال تعالى في سورة البقرة: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ"
  • قال تعالى في سورة الرعد: "الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّهِ أَلا بِذِكرِ اللَّهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ"


أدعية من السنّة النبوية تفرّج الضيق والهم

في الحديث عن دعاء الضيق يمكن القول إنَّه جاء عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في السنة النبوية بعض الأذكار والأدعية الخاصة التي كان رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- يقولها عند نزول الهمِّ واشتداد الكرب، وفيما يأتي أبرز ما جاء في السنة النبوية من دعاء الضيق والهمِّ والحَزَنِ:[١]

  • عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بشيءٍ إذا نزلَ برجلٍ منكم كربٌ، أو بلاءٌ مِنْ أمرِ الدنيا دعا بِهِ فَفُرِّجَ عنه؟ دُعاءُ ذي النونِ: لَا إِلهَ إلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنَّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ"[٢].
  • أخرج البخاري ومسلم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كان النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – يدعو عند الكرب يقول: ”لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله ربّ السّموات والأرض، وربّ العرش العظيم“
  • عن أسماء بنت عميس -رضي الله عنها- قالت: "علَّمَني رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- كلِماتٍ أقولُهُنَّ عندَ الكَربِ: اللَّهُ اللَّهُ ربِّي لا أشرِكُ بِهِ شيئًا"
  • ومن دعاء الضيق أيضًا ما جاء عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "ما أصابَ أحدًا قطُّ همٌّ ولا حَزنٌ فقال: اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضائكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي، إلَّا أذهبَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- همَّهُ، وأبدلَه مكانَ حَزنِه فرحًا، قالوا: يا رسولَ اللهِ! يَنبغي لنا أَن نتعلَّمَ هؤلاءِ الكلماتِ؟ قال: أجَلْ! ينبغي لمَن سمِعَهنَّ أن يتَعلمَهنَّ"
  • عَنْ أحمدُ بن عليّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا نَزَلَ بِي كَرْبٌ أَنْ أَقُولَ: "لا إِلَهَ إِلا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ، وَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"
  • عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- إذا كرَبه أمرٌ قال: "يا حيُّ يا قيومُ برحمتِك أَستغيثُ”
  • عن أبي بكرة -رضي الله عنه- قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: دَعَواتُ المَكْروبِ: اللَّهُمَّ رَحمَتَك أرجو، فلا تَكِلْني إلى نَفْسي طرفَةَ عَينٍ، وأصلِحْ لي شَأْني كُلَّه، لا إلهَ إلَّا أنتَ" وبعضُهم يَزيدُ على صاحبِه.


أدعية متنوعة تجلي القلب من الضيق

هناك أساليب كثيرة يمكن من خلالها الدعاء ومناجاة الله -سبحانه وتعالى-، ومنها ما قد يكون وقعه مريحاً قد يشفي قلب المؤمن من كربته في ترديده على الدوام، وهذه أمثلة على الأدعية التي يجب أن يحفظها المؤمن عن ظهر قلب:

  • اللهم إن كنت في حاجة فلا تكلني إلى سواك، وفرج عني ما أهمني.
  • اللهم إني أعوذُ بكَ منَ الهمِّ والحزَنِ، وأعوذُ بكَ منَ العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بكَ منَ الجُبنِ والبخلِ؛ وأعوذُ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ.
  • اللهم إني أسألك سلامًا ما بعده كدر، ورضى ما بعده سخط، وفرحًا ما بعده حزن، اللهم املأ قلبي بكلّ ما فيه الخير لي، اللهم اجعل طريقي مسهلًا وأيامي القادمة أفضل من سابقاتها.
  • اللهم يا مجيب الدعاء، يا مغيث المستغيثين، يا راحم الضعفاء أجب دعوتنا، وعجّل بقضاء حاجاتنا، يا أرحم الراحمين.
  • اللهم يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، فرّج همي، ويسر أمري، وارحم ضعفي، وقلة حيلتي، وارزقني من حيث لا أحتسب يا رب العالمين.
  • اللهم نجّني ممّا أنا فيه من كرب بفرج عاجل وغير آجل وبرحمتك يا أرحم الراحمين.
  • اللهم اجعل لنا من كل هم مخرجاً ولكل ضيق فرجاً، اللهم يسر لنا أمورنا ودبرها لنا فنحن لا نحسن التدبير.
  • اللهم أسألك باسمك العظيم وسلطانك القديم، وأسالك اللهم بقدرتك التي حفظت بها يونس في بطن الحوت، ورحمتك التي شفيت بها أيوب بعد الابتلاء أن لا تبقِ لي همّاً ولا حزناً ولا ضيقاً ولا سقماً إلّا فرجته، وإن أصبحت بحزنٍ فأمسيني بفرحٍ، وإن نمت على ضيقٍ، فأيقظني على فرجٍ، وإن كنت بحاجةٍ فلا تكلني إلى سواك، وأن تحفظني لمن يحبني وتحفظ لي أحبتي، اللهم إنّك لا تحمّل نفساً فوق طاقتها فلا تحمّلني من كرب الحياة ما لا طاقة لي به، وباعد بيني وبين مصائب الدنيا كما باعدت بين المشرق والمغرب.
  • اللهم أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كلّ برٍّ، والسلامة من كلّ إثمٍ، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، اللهم لا تدع لنا ذنباً إلّا غفرته، ولا هماً إلّا فرّجته، ولا حاجةً من حوائج الدنيا هي لك رضا إلّا قضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين.
  • اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيءٍ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلِّ شيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ، فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شيئاً، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ.
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلَّة حيلتي، وهواني على الناس، يا رب العالمين، أنت رب المستضعفين، وأنت أرحم الراحمين.
  • أغثني، أغثني، يا عزيز يا حميد، يا ذا العرش المجيد، اصرف عني شر كل جبار عنيد، اللهم إنك تعلم أنني على إساءتي وظلمي وإسرافي لم أجعل لك ولدًا ولا ندًا، ولا صاحبة ولا كفوًا أحداً، فإن تُعذب فأنا عبدك، وإن تغفر فإنك العزيز الحكيم. اللهم إن ضرورتنا قد حَفت، وليس لها إلا أنت، فاكشفها، يا مفرج الهموم، لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين، اللهم اكفني ما أهمني، اللهم يا حابس يد إبراهيم عن ذبح ابنه، يا رافع شأن يوسف على أخوته وأهَلْه.


ما أثر الدعاء على زوال الضيق من القلب؟

إنَّ الدعاء غذاء للروح ودواء للهمِّ والكرب والحزن، وهو عبادة من العبادات التي تحقِّق أسمى غايات العبودية، فيه ما فيه من الخضوع والاستسلام لله تعالى، وهذه هي غاية العبادة، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "الدُّعاءُ هوَ العبادةُ، ثمَّ قال: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}"،[٣]


والدعاء أيضًا هو استغاثة واستعانة؛ استغاثة عاجز بمقتدر، وهو استعانة عبدٍ بسميع عليم بصير، يجيب دعوة الداعي والملهوف، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}،[٤]والله تعالى أعلم.[٥]

المراجع[+]

  1. "أدعية مأثورة لدفع الهم والحزن"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم: 2605، حديث صحيح.
  3. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حديث حسن صحيح.
  4. سورة البقرة، آية: 186.
  5. "أهمية الدعاء"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.