محتويات
سبب نزول سورة الضحى
ورد سبب نزول سورة الضحى في حديثٍ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقصّة الحديث أنّ مرضًا قد أصاب رسول الله فلم يصلِّ قيام الليل لليلتين أو ثلاث ليال، فجاءت امرأة إليه -وقد قال الطبريُّ: إنّها زوجة أبي لهب- وقالت له: أرجو أن يكون شيطانك قد تركك، فلم أرك تصلي لليلتين أو أكثر، فأنزل الله ردًا على قولها سورة والضحى؛ دلالةً على أنّ الله لم يترك رسول الله،[١] وقد ورد في كتاب أسباب النزول للواحدي أنّ السبب السابق هو سبب نزول الآية الأولى من سورة الضحى، بالإضافة إلى ذكره بعض الأسباب الأخرى وهي:[٢]
سبب نزول آية: والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربّك وما قلى
ورد في سبب نزول الآية أنّ جبريل قد تأخر في النزول على رسول الله، فخاف النبي لذلك خوفًا شديدًا، فقالت له السيدة خديجة لا بدَّ أنّ الله قد تركك بسبب خوفك؛ فأنزل الله الآية السابقة،[٣] وقد ورد سبب آخر في نزولها وهو أنَّ جروًا دخل إلى بيت الرسول واستقرَّ تحت السرير ومات، فانقطع الوحي على رسول الله عدَّة أيام، فقال لخادمته وتدعى خولة ما بال بيتي؟ لم ينزل عليّ جبريل منذ أيام، فقامت خولة ونظَّفت البيت وأدخلت الهواء إليه، وجاءت لتنظّف تحت السرير فوجدت الجرو الميت، فأخذته ورمته خلف الجدار، وما إن خرج حتَّى ارتعدت لحية الرسول، وكان الوحي ينزل عليه بعد الرعدة، ونزلت الآية السابقة.[٤]
سبب نزول آية: وللآخرة خير لك من الأولى
ورد أنّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم- قد رأى ما سيُفتح لقومه من بعد رحيله، فأسعده ذلك كثيرًا، فأنزل الله تعالى الآية السابقة، وأعطاه ألف قصرٍ في الجنة من اللؤلؤ، وكان تراب القصر من مسك، وزوّده ما يلزمه من الخدم والأزواج.[٥]
سبب نزول آية: ألم يجدك يتيمًا فآوى ووجدك ضالًا فهدى ووجدك عائلًا فأغنى
والسبب ما جاء عن رسول الله أنّه قال يومًا لربِّه: يا رب قد سخَّرت لبعض الرسل الريح كسيلمان، ومنهم مَن جعلته يحيي الموتى كعيسى، وغيرهم الكثير، فذكر الله -تعالى- لمحمّد ما أنعم به عليه؛ فقال: ألم أجدك يتيمًا فآويتك؟ فقال رسول الله: بلى، وضالًا فهديتك؟ وعائلًا فأغنيتك؟ قال رسول الله: بلى، وشرحتُ صدرك ووضعت عنك وزرك، فقال رسول الله: بلى يا رب.[٦]
ويمكنك قراءة المزيد حول سورة الضحى وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة الضحى
أين نزلت سورة الضحى؟
هي سورة مكيّة، أي نزلت في مكّة المكرّمة،[٧] ونزلت سورة الضحى بعد سورة الفجر وقبل سورة الانشراح، أي في المدّة الممتدّة بين بدء الوحي والهجرة إلى الحبشة.[٨]
كما ويمكنك التعرّف على ما ورد في فضل سورة الضحى بالاطلاع على هذا المقال: فضل سورة الضحى
ما سبب تسمية سورة الضحى بهذا الاسم؟
سميت سورة الضحى بذلك الاسم نسبةً إلى ما ابتدات به السورة؛ حيث أقسم الله تعالى بالضحى في بداية السورة، والضحى هو بداية النَّهار، فأقسم الله به نظرًا لأهمية هذا الوقت، كما لأنها نزلت في أمرٍ من أمور النبيِّ فابتدأت بالضحى، على عكس سورة الليل التي نزلت في أمر رجلٍ بخيل.[٩]
وللاستزادة حول سورة الضحى وأبرز محاورها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة الضحى
المراجع[+]
- ↑ خالد المزيني ، كتاب المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب التسعة، صفحة 1079-1080. بتصرّف.
- ↑ أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي، كتاب أسباب النزول ت زغلول، صفحة 481. بتصرّف.
- ↑ أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي، كتاب أسباب النزول ت زغلول، صفحة 482. بتصرّف.
- ↑ أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي، كتاب أسباب النزول ت زغلول، صفحة 482. بتصرّف.
- ↑ أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي، كتاب أسباب النزول ت زغلول، صفحة 483. بتصرّف.
- ↑ أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي، كتاب أسباب النزول ت زغلول، صفحة 484. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 279. بتصرّف.
- ↑ جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 7. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 279. بتصرّف.