محتويات
من هم الأسباط؟
اختلف أهل العلم في معنى الأسباط، حيث ذهب بعضهم إلى أنّ الأسباط هم أبناء سيّدنا يعقوب -عليه السّلام- ولم يكونوا أنبياء مرسلين من الله -عزّ وجلّ-، وذهب أهل الكتاب إلى أنّ الأسباط كانوا أنبياء من عند الله -عزّ وجلّ- في بني إسرائيل،[١] ووافقهم الإمام الطّبريّ على هذا القول،[٢] وقيل أنّ بعضهم كان نبيًّا دون الآخر،[٣] وقال ابن عبّاس -رضي الله عنه- أنّ الأسباط اسم القبائل التي كانت في بني إٍسرائيل،[١] وفسّروا كلامه على أنّ المقصود منه هو الأبناء الذين كانوا بدايةً لتكوين تلك القبائل.[٤]
وقيل أنّهم أبناء سيّدنا يعقوب العشرة مع ابنهيوسف عليه السّلام،[٤] ويرى ابن تيميّة أنّ الأسباط هم قبائل بني إسرائل وليسو أبناء يعقوب -عليه السّلام-، وقد نقل ابن تيميّة قوله تعالى: {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمّةٌ يَهدون بالحقِّ وَبِه يَعْدلون * وقطّعناهم اثنتي عشرةَ أسباطًا أُممًا}،[٥]، وقال: "فهذا صريح في أن الأسباط هم الأمم من بني إسرائيل، كل سبط أمة، لا أنهم بنوه الاثنا عشر".[٦]
أسماء الأسباط عند من قال أنّ الأسباط أبناء يعقوب عليه السّلام
- رؤبين، ويقال له روبين وروبيل.[٤]
- شمعون.[٤]
- يهوذا.[٤]
- يساكر.[٤]
- زبولون، وقيل أنّ اسمه زبالون، وقيل: زيلون.[٧]
- ابن يامن، وقيل بنيامين، واسمه بالعربيّة شدّاد.[٧]
- دان.[٤]
- نفتالي.[٤]
- جاد.[٤]
- أشير.[٤]
- لاوي.[٧]
- يشحب.[٧]
وعدّ بعض العلماء أنّ أبنا يوسف -عليه السّلام- يعدّا من الأسباط، وهما:[٨]
- إفرايم.
- منسى.
ما سبب تسمية الأسباط بهذا الاسم؟
يرجع أصل كلمة "سَبَط" في اللغة إلى الشّجرة الملتفة كثيرة الأغصان، فكأنّ سيّدنا يعقوب هو الشّجرة الضّخمة، والأسباط من حوله هم الأغصان والفروع، وتطلق كلمة سبط على ابن الابن أو ابن البنت.[٦]
وربّما كان أصل التّسمية راجع إلى الجذر الغويّ: سِبْط ويعني التتابع، وعلى هذا القول؛ فقد سُمِّيَ الأسباط أسباطًا لأنّ نسلهم متتابع أي إنّ بعضهم يتبع بعضًا في الذّرّيّة.[٩]
هل الأسباط أنبياء؟
لم يأت في القرآن الكريم ولا في السنّة النّبويّة عن أبناء يعقوب -عليه السّلام- أنّهم كانوا أنبياءً لبني إٍسرائيل، وقال ابن تيميّة أنّ أسبابًَا أخرى عقليّة تمنع من أن يكونوا أنبياء، ومن ذلك أنّ الأنبياء معصومين عن الكبائر وأنّ إخوة يوسف باعوه بثمن بخس، وكادوا يقتلوه وكذبوا على أبيهم؛ فهذا يدلّ على أنّهم ليسو أنبياء لبني إسرائيل.[١٠]
من هم أسباط الرسول محمد؟
للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- سبطين هُما الحسن والحسينأحفاد رسول الله من ابنته فاطمة، وقد جاء في الحديث عن يعلى بن مرّة الثّقفيّ قال: كنَّا مع النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- ثمَّ قال: "حُسَينٌ منِّي وأنا منه أحَبَّ اللهَ مَن أحبَّه الحَسَنُ والحُسَينُ سِبطانِ مِنَ الأسباطِ".[١١][٦]
من هم الأسباط الذين ذكروا في القرآن الكريم؟
تفسير الأسباط عند الطبري
- تفسير قوله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ}،[١٢] الأسباط هم الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى من بني إسرائيل.[٢]
- تفسير قوله تعالى: {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ}،[١٣] الأسباط في هذه الآية هم أبناء يعقوب -عليه السّلام- الاثنا عشر.[١٤]
تفسير الأسباط عند البغوي
- تفسير قوله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ}.[١٢]
الأسباط، هم أولاد يعقوب -عليه السّلام- الاثنا عشر، ومفرد الأسباط: سبط، وسبط الرّجل حفيده، والأسباط في نسل يعقوب -عليه السّلام- كالقبائل العربيّة من نسلإسماعيل عليه السّلام، وكان بعض هؤلاء الأسباط أنبياء، وقيل أنّهم كانوا أنبياء جميعًا.[٣]
- تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ}.[١٥]
والأسباط هم أبناء يعقوب -عليه السّلام-.[١٦]
تفسير الأسباط عند الرازي
- تفسير قوله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ}.[١٢]
قال الخليل بن أحمد: "السبط في بني إسرائيل كالقبيلة في العرب"، وقال الإمام الزّمخشري: السبط: الحافد، وكان الحسن والحسين سبطي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والمعنى اللغويّ للأسباط هو الحفدة، والأسباط في الآية هم حفيدو يعقوب -عليه السلام- وكل من جاء من نسل أبنائه الاثني عشر.[١٧]
- تفسير قوله تعالى: {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ}،[١٣] الأسباط هم أحفاد يعقوب -عليه السلام- الذين ذكرَ الله أممهم الاثني عشر في سورة الأعراف.[١٨]
تفسير الأسباط عند القرطبي
- تفسير قوله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ}.[١٢]
وهم أبناء يعقوب -عليه السّلام- الاثنا عشر، وقد جاء من بعدهم خلق كثير، حيث جاء من كلّ سبط جماعة من النّاس، والسِّبْطُ مثل القبيلة، وأصل الكلمة تعني التتابع، وسمّي أبناء يعقوب -عليه السّلام- أسباطًا أي متتابعين يتبع بعضهم بعضًا، وقيل إنّ الأصل هو سَبَط والسَّبَطُ شجر ذو أغصان كثيرة.[٩]
تفسير الأسباط عند البيضاوي
- تفسير قوله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ}.[١٢]
الأسباط جمعٌ لسبط وهو ابن الابن أو ابن البنت والمقصود أحفاد يعقوب -عليه السّلام-.[١٩]
تفسير الأسباط في الجلالين
- تفسير قوله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ}،[١٢] الأسباط أولاد يعقوب -عليه السّلام-.[٢٠]
- تفسير قوله تعالى: {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ}،[١٣] الأسباط أولاد يعقوب -عليه السّلام-.[٢١]
- تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ}،[١٥] الأسباط أولاد يعقوب -عليه السّلام-.[٢٢]
المراجع[+]
- ^ أ ب سبط ابن الجوزي، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، صفحة 437. بتصرّف.
- ^ أ ب أبو جعفر الطبري، تفسير الطبري جامع البيان ت شاكر، صفحة 109. بتصرّف.
- ^ أ ب البغوي ، أبو محمد، تفسير البغوي، صفحة 172. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر محمد رشيد رضا، تفسير المنار، صفحة 57. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية:160
- ^ أ ب ت ابن تيمية، جامع المسائل لابن تيمية ط عالم الفوائد المجموعة الثالثة، صفحة 297. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، صفحة 309.
- ↑ عبد الوهّاب المسيري، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، صفحة 381. بتصرّف.
- ^ أ ب القرطبي، شمس الدين، تفسير القرطبي، صفحة 141. بتصرّف.
- ↑ ابن تيمية، جامع المسائل لابن تيمية ط عالم الفوائد المجموعة الثالثة، صفحة 297-298. بتصرّف.
- ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن يعلى بن مرة الثقفي، الصفحة أو الرقم:9/184، إسناده حسن.
- ^ أ ب ت ث ج ح سورة البقرة، آية:136
- ^ أ ب ت سورة آل عمران، آية:84
- ↑ الطبري، أبو جعفر، تفسير الطبري جامع البيان ت شاكر، صفحة 569. بتصرّف.
- ^ أ ب سورة النساء، آية:163
- ↑ أبو محمد الغوي، تفسير البغوي، صفحة 722. بتصرّف.
- ↑ فخر الدّين الرّازي، تفسير الرازي مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، صفحة 72. بتصرّف.
- ↑ الرازي، فخر الدين، تفسير الرازي مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، صفحة 281. بتصرّف.
- ↑ ناصر الدين البيضاوي، تفسير البيضاوي أنوار التنزيل وأسرار التأويل، صفحة 108. بتصرّف.
- ↑ جلال الدّين المحلّي وجلال الدّين السّيوطي، تفسير الجلالين، صفحة 28. بتصرّف.
- ↑ جلال الدّين المحلّي وجلال الدّين السّيوطي، تفسير الجلالين، صفحة 78. بتصرّف.
- ↑ جلال الدّين المحلّي وجلال الدّين السّيوطي، تفسير الجلالين، صفحة 131. بتصرّف.