محتويات
من هم قوم عاد؟
يعدُّ قوم عاد من الأقوام العربيَّة القديمة، وقد ورد ذكرهم فيالقرآن الكريم في أكثر من موضع، كما وردَ أنّ هناك عادًا الأولى وعادًا الثانية، فعادٌ الأولى هم عاد إرم وكانوا يسكنون الأعمدة التي تحمل الخيام،[١] وقد اختلفوا في تحديد معنى إرم؛ فمنهم مَن قال: إنها مدينة في الإسكندرية، وآخرون قالوا: إنّها في الشام، وبعضهم قال: إنّهم قبيلة قوية، وبعضم رأى أّنَّه جبل في ديار جذام،[٢] أمّا عاد الثانية فقد كانت تسكن اليمن وهي من فروع قحطان وسبأ.[٣]
كما ورد أنّهم من سكان الأحقاف لِما جاء في قوله تعالى: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ}،[٤] واختلف العلماء في تحديد موقعها؛ فقيل: في حضرموت أو في عمان أو هي جبل في الشام.[٥] وكان قوم عادٍ أقوياء أصحاب بأس شديد وامتازوا بطولهم، وكانوا يفتخرون بذلك ويتباهون أنّ ليس لأحدٍ غيرهم قوةٌ مثلهم،[٦] وأورد ابن كثير أنّهم أوّل مَن تكلّم باللغة العربيّة وقد وقع خلافٌ في ذلك، وعادٌ الأولى كانوا من عبدة الأصنام وكان لديهم ثلاثة: صمود وهرا وصد، والله أعلم.[٧]
من هم قوم ثمود؟
ثمود من قبائل العرب المشهورة التي سكنت الحِجْر التي تقع بين تبوك والحجاز، وسمُّوا بثمود نسبةً إلى جدِّهم ثمود بن عابر بن إرم بن سام بن نوح، وقد جاؤوا بعد قوم عاد وعبدوا الأصنام مثلهم، وقد مرَّ رسول الله مع المسلمين أثناء ذهابه إلى تبوك بمنازلهم،[٨] وقيل إنَّ الحِجر تقع بين الحجاز والشام، فكان مكانهم موضع خلاف، ولكن اتُّفِق على أنَّهم كانوا يومًا ما سكان شبه الجزيرة العربيّة الأصليين،[٩] وقد اشتهروا بأنّهم حفروا الصخور وبنوا فيها المقابر والبيوت، ولم يكونوا دولةً مستقلّةً بذاتها، بل كانوا مجموعةً من القبائل والعشائر، كما امتازوا بخطّهم الذي جمعوا فيه بين الخط المسند الجنوبي والخط السينيائي المصريّ.[١٠]
من هم الأنبياء الذين أُرسلوا إلى قومي عاد وثمود؟
أرسل الله تعالى النبيّ هود إلى قوم عاد، فدعاهم إلى توحيد الله ولكنهم كذبوه ولم يصدّقوا ما جاء به، بل استكبروا واستهزؤوا به حيث يقول تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ}.[١١][١٢] أمّا ثمود فقد أُرسِل إليهم نبي الله صالح عليه السلام، وقد دعاهم إلى توحيد الله تعالى فآمنت به طائفةٌ وكفرت به أخرى، وألحقوا به أذى كثيرًا وأرادوا قتله، كما قتلوا الناقة التي أرسلها الله تعالى لهم دليلًا على صدق نبيِّه.[١٣]
ماذا كان عذاب قومي عاد وثمود؟
بعد تكذيب قوم عادٍ للنبي هود عاقبهم الله عقابًا شديدًا، حيثُ أرسل عليهم ريحًا قويّةً، ودليل ذلك قوله تعالى: {عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ* إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ}.[١٤][١٥] أمّا قوم ثمود فقد أهلكهم الله وعاقبهم بصيحةٍ من السماء، ورجفةٍ من تحت أقدامهم، فأصبحوا جثثًا هامدة لا أرواح فيها،[١٦] وكان ذلك بعد أن أمهلهم الله ثلاثة أيامٍ بعد قتلناقة صالح، وقد ذكر الله حالهم بعد ما أنزل بهم عقابه وكيف أصبحوا كالهشيم، حيثُ قال: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ}.[١٧][١٨]
المراجع[+]
- ↑ محمد بيومى مهران، كتاب دراسات في تاريخ العرب القديم، صفحة 145-146. بتصرّف.
- ↑ عبد العزيز صالح، كتاب تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة، صفحة 138. بتصرّف.
- ↑ محمد بيومى بهران، كتاب دراسات في تاريخ العرب القديم، صفحة 145-146. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحقاف، آية:21
- ↑ عبد العزيز صالح، كتاب تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة، صفحة 137. بتصرّف.
- ↑ مصطفى العدوي، سلسلة التفسير لمصطفى العدوي، صفحة 10. بتصرّف.
- ↑ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي، كتاب البداية والنهاية ط هجر، صفحة 283. بتصرّف.
- ↑ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي ، كتاب البداية والنهاية ط هجر، صفحة 304. بتصرّف.
- ↑ محمد بيومى مهران، كتاب دراسات في تاريخ العرب القديم، صفحة 146. بتصرّف.
- ↑ عبد العزيز صالح، كتاب تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة، صفحة 139-140. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية:66
- ↑ أحمد فريد، دروس الشيخ أحمد فريد، صفحة 3-4. بتصرّف.
- ↑ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي ، كتاب البداية والنهاية ط هجر [ابن كثير]، صفحة 304. بتصرّف.
- ↑ سورة القمر، آية:18-19
- ↑ مصطفى العدوي، سلسلة التفسير لمصطفى العدوي، صفحة 10. بتصرّف.
- ↑ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي ، كتاب البداية والنهاية ط هجر، صفحة 316. بتصرّف.
- ↑ سورة القمر، آية:31
- ↑ مصطفى العدوي، سلسلة التفسير لمصطفى العدوي، صفحة 13. بتصرّف.