موضوع تعبير عن نهر النيل

موضوع تعبير عن نهر النيل


موضوع-تعبير-عن-نهر-النيل/

أين يقع نهر النيل؟

نهر النيل من أشهر الأنهار في العالم، وهو في الجهة الجنوبية من دائرة الاستواء، ويقع نهر النيل في عددٍ من الدول التي يُطلق عليها اسم دول حوض النيل، ويقع تحديدًا في قارة إفريقيا حيث ينساب باتجاه الشمال، وينبع من بحيرة فيكتوريا التي توجد في دولة أثيوبيا، نهر النيل له رافدان هما: نهر النيل الأزرق ونهر النيل الأبيض، أما مساحة هذا النهر فتبلغ ما يقارب 3.4 مليون كيلو متر مربع، أما طوله فيبلغ ما يقارب 6650 كيلو متر.


ممّا يجدر ذكره أنّ اسم نهر النيل يعود إلى مصر التي يُطلق عليها "هبة النيل"، ويتميّز مسار نهر النيل بأنّه يمر بالكثير من الدول وهي عشرة دول وهي: جمهورية مصر العربية والسودان وبوروندي ورواندا وأثيوبيا وأريتريا وكينيا وتنزانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا.


يبلغ معدل تدفق نهر النيل ما يقارب 2830 مترًا مكعبًا في الثانية، كما يحتلّ نهر النيل موقعًا استراتيجيًا، ولهذا يُشكّل نقطة جذب حيوية بالنّسبة للدول التي يمرّ بها، ويصب نهر النيل في البحر الأبيض المتوسط، حيث يتفرّع قبل أن يصب فيه على شكل دلتا التي يطلق عليها دلتا النيل، وهذه المنطقة معروفة بخصوبة تربتها بشكلٍ كبير، لهذا يتم استخدام أراضيها في الزراعة للعديد من الأصناف.


على الرغم من أنّ المعظم يعدّون بحيرة فيكتوريا هي المنبع الرئيس بالنسبة لنهر النيل وتحديدًا النيل الأبيض، إلّا أنّ العديد من المستكشفين يعدّون أنّ الأنهار التي تصب في بحيرة فيكتوريا هي امتداد لنهر آكاغيرا الذي ينبع من نيونغواي، حيث يُسهم هذا النهر بما يُقارب 30% من ماء نهر النيل.

أهمية نهر النيل

لنهر النيل أهمية كبيرة بالنسبة للدول التي يمرّ بها، إذ يُعدّ شريان الحياة بالنسبة لها، ولهذا كان المصريون القدماء أيام الحضارة الفرعونية يعتبرون أن للنيل قدسية كبيرة، فكانوا يرمون فيه أجمل الفتيان قربًا له ظنًا منهم أنّهم بهذا يتقون غضبه وفيضانه، ولا يدمر مزروعاتهم، لكن هذه العادة اندثرت باندثار الحضارة الفرعونية، علمًا أن وجود نهر النيل هو الأساس في قيام الحضارات القديمة والحديثة على ضفتيه.


قامت على ضفتي نهر النيل أقدم حضارات التاريخ والتي تمتدّ إلى سبعة آلاف عام قبل الميلاد، وهي حضارة مصر الفرعونية، لهذا يُعدّ وجود نهر النيل هو الأساس في قيام الحضارات في منطقة حوض النيل، حتّى أن حضارة مصر اليوم لم تكن لتزدهر وتستمر كل هذا الوقت إلا بفضل وجود نهر النيل الذي أنعش جميع المجالات الزراعية والاقتصادية والسياحية.


تُستخدم مياه نهر النيل في ريّ المحاصيل الزراعية بمختلف أنواعها مثل: الأرز والقطن والبلح، بالإضافة إلى الفواكه المتنوعة مثل: الموز والمانجو والبلح وقصب السكر وغيرها من المحاصيل التي تحتاج إلى الري بكميات كبيرة من الماء، ولولا وجود نهر النيل لما تطورت الزراعة في العديد من الدول وخاصة في مصر، كما تُشكل مياه نهر النيل أهمية في توفير مياه الشرب بعد خضوعها للمعالجة، وهي مصدر رزق للصيادين الذين يصيدون الأسماك من مياهه، وهو أيضًا من الأنهار التي تلعب دورًا مهمًّا في الملاحة النهرية، حيث تمر فيه السفن والقوابر المحملة بالبضائع والتي تحمل السياح أيضًا.


في الوقت الحاضر أُقيمت العديد من المباني والحدائق والفنادق على ضفاف نهر النيل، لتمتعها بإطلالة رائعة وجذابة على ضفة النهر، وهذا أسهم في انتعاش العقارات، ويُشكل نقطة جذب سياحي كبيرة للسياح من مختلف مناطق العالم وليس فقط من منطقة حوض النيل، ويُسهم نهر النيل في تلطيف المناخ وزيادة نسبة الرطوبة، ويزيد من جمال الأماكن التي يمرّ بها، وتُستخدم مياهه في توليد الكهرباء بعد أن يتم تجميعها في السدود، ممّا يسد النقص الكبير في الكهرباء.


في الوقت نفسه يتم توليدها من مصادر متجددة نظيفة وصديقةللبيئة، مما يعني أنّ نهر النيل يلعب دورًا حقيقيًا في رفد الاقتصاد، خاصة في ظلّ زيادة الحاجة للكهرباء وسط الانفجار السكاني الكبير الذي يتفاقم عامًا بعد آخر، وينتج عنه زيادة الطلب على الماء أيضًا، حيث يتم تلبية هذه الاحتياجات بدرجة كبيرة من مياه نهر النيل.

ملوثات نهر النيل

يتعرّض نهر النيل للعديد من الملوثات التي تُقلّل جودة المياه فيه وتُسبب انتشار الأمراض والطفيليات في مياهه، حيث يتم تلويثه بالمياه العادمة مثل مياه الصرف الصحي من محطات التنقية المختلفة، بالإضافة إلى تلوثه بمواد المصانع المنتشرة بالقرب منه سواء بالمواد الصلبة أم السائلة، بالإضافة إلى الملوثات البشرية الصلبة والسلئة، وهذا أدى إلى تلوث مياهه بالمواد المسببة للأمراض والديدان والمعادن الثقيلة، حتى أنّ مياهه أثرت بشكل كبير على النباتات والحيوانات التي ترتوي منه، وأصبحت ناقلًا للأمراض الطفيلية الخطيرة التي قد يؤدي بعضها إلى الموت أو الإصابة بالأمراض المزمنة على أقل تقدير.


يتم رمي المخلفات الزراعية في مياه نهر النيل من قبل المزارعين، بالإضافة إلى تلوثه بعبوات المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية والحيوانات النافقة، وهذا يُسبب انتشار الروائح الكريهة لمياه النهر، وانتشار الحشرات مثل البعوض والذباب وغيرها من الحشرات الأخرى التي تعيش على المياه الملوثة، كما تتعرّض مياهه للتلوث بالمواد النفطية نتيجة مناطق وقوف المراكب النهرية والسفن التي تمر في النهر، وهذا بدوره أثّر على طبيعة مياه النهر بشكلٍ كبير، وأدّى إلى اختلال النظام الحيوي فيه، وقضى على العديد من الحيوانات النهرية التي تعيش فيه وقلل أعدادها، حيث تعيش في مياهه الأسماك وفرس النهر والتماسيح.


بالإضافة إلى الملوثات العضوية والكيميائية وغير العضوية التي تتعرض لها مياه نهر النيل، فهو يواجه أيضًا خطر الجفاف نتيجة الهدر الكبير في استخدام مياهه، كما تسبب الملوثات في ارتفاع نسبة ملوحة مياهه وبالتالي التأثير على التربة التي تتم سقايتها بمياهه، وفي بعض الأحيان قد يحدث فيضان في النهر، مما يتسبّب في القضاء على مساحات كبيرة من المزارع، لهذا يجب أن يتم التعامل مع مياه نهر النيل بحكمة كبيرة لأنّ وجوده مرتبط بقيام الحضارات والازدهار على جميع المستويات الإنسانية والتاريخية.

واجبنا نحو نهر النيل

نهر النيل ثروة عظيمة يجب الحفاظ عليه، فهو أطول نهر في العالم، وله أهمية كبرى لا يمكن تخطيها أو تهميشها، ولهذا يجب حمايته من جميع أشكال التلويث الذي ينتج عن الأنشطة البشرية المختلفة والأنشطة الصناعية التي تُضاعف حجم التلوث، لهذا من الضروري حمايته من رمي القاذورات والقمامة العضوية وغير العضوية فيه، ومنع المصانع من تصريف نفاياتها السامة إلى مياهه، ومنع الأشخاص من رمي المخلفات الزراعية والنفايات البشرية والحيوانات النافقة فيه، ويجب تفعيل العديد من القوانين التي تُجبر الأشخاص على الحفاظ على مياه النهر، وإجبار المصانع على معالجة المياه قبل تصريفها إليه، والعمل على إيجاد طرق عديدة للحفاظ على التنوع الحيوي والبيئي بالنسبة للحيوانات والنباتات التي تعيش فيه وعلى ضفتيه.


يجب الاقتصاد في استخدام مياه نهر النيل وعدم هدرها حتى لا يتعرض منسوب النهر للانخفاض، إذ يُمكن أن يتعرض للجفاف إذا بقي معدل استخدام مياهه مرتفعًا، خاصة بعد إقامة سدود كثيرة تمنع التغذية عنه، بالإضافة إلى استهلاك مياهه في أنشطة كثيرة تفوق حجم المياه المتدفقة إلى مياه النهر، كما يجب مراقبة أماكن التلوث المحتملة لمياه النهر ومنعها بكافة الطرق المتاحة، كما يجب أن يحدث تعاون مشترك بين جميع دول حوض النيل للبحث في الطرق التي تساعد في الحفاظ على مياه نهر النيل من الهدر واستخدامها بالشكل الأمثل، وحمايتها من أيّة ملوثات، والحفاظ على الحيوانات النهرية التي تعيش في مياهه مثل النباتات التي تنبت على جانبيه والتماسيح وفرس النهر.


واجبنا نحو مياه نهر النيل يُحتّم علينا عدم رمي النفايات في مياهه لأنها تؤثر على نوعية هذه المياه التي هي حق للأجيال القادمة أيضًا، والتعدي على هذا الحق هو منافٍ للأخلاق، كما يجب تقنين بناء المنشآت والمصانع والمباني التي تقام على ضفتي النهر وتؤثر عليه، لأنّها تُسبّب زيادة رمي الملوثات من الأنشطة العقارية والصناعية والبشرية، وتؤثر على المظهر الجمالي لضفتي النهر، ويجب إقامة محمية مائية في العديد من مناطق النهر للحفاظ على التنوع الحيوي في مياهه.


نهر النيل هو بمثابة أيقونة بالنسبة للدول التي يمرّ بها، وخاصة جمهورية مصر العربية التي تُعدّ النيل هوية ثابتة لها، فوجوده من أكبر النعم التي أنعم الله بها على الشعب المصري الذي يستخدم مياه النهر في الكثير من المشاريع التنموية، وأيّ خلل يمس نسبة المياه فيه أو أي تلوث يؤثر على جودتها يعد كارثة حقيقة، لهذا يجب تضافر جميع الجهود للحفاظ على نهر النيل نقيًا صافيًا، لا تؤثر أي ملوثات على مياهه.