إعراب المفعول المطلق

إعراب المفعول المطلق
إعراب المفعول المطلق

إعراب المفعول المطلق

يُعرَّف المفعول المُطلق بأنَّه مصدر يأتي ذكره بعد الفعل ليؤكّدَ المعنى المُراد منه أو ليبيِّن نوعه أو عدده، وقد يكون بديلًا عن لفظ الفعل نفسه، حيثُ يُمكن الاستغناء عن الفعل والاكتفاء بالمفعول المُطلق، ويُعرَب المفعول المطلق دائمًا: مفعول مطلق منصوب، وتختلف علامة النصب حسب موقعه من الجملة، ويُمكن من خلال الأمثلة توضيح ذلك:[١]


  • حدَّث المعلِّم الطلاب حديثًا: كلمة حديثًا في المثال جاءت لتُؤكّدَ الفعل حدَّث، وتُعرَب: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.


  • وقفَ القطار وقفتين خلال الرحلة: جاءت كلمة وقفتين مفعولًا مطلقًا لتدلَّ على عدد الوقفات وهي من نفس الفعل وقف، ويكون إعرابها: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الياء لأنَّه مثنى، والنون عوضًا عن التنوين في الاسم المفرد.


  • سار الرجلُ سيرَ العقلاء: دلَّت كلمة سير على نوعيَّة السير وجاءت من أحرف الفعل نفسه فهي مفعول مطلق وتُعرب: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • صبرًا على المصائب: جاءت كلمة صبرًا لتنوب عن الفعل والمقصود: اصبر صبرًا، وإعراب الكلمة يكون: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.


يتّضح ممّا سبق أنّ إعراب المفعول المطلق لا يختلف عن إعراب المنصوبات الأخرى عمومًا، والمفاعيل الخمسة خصوصًا، فهو منصوب دائمًا.

أنواع المفعول المطلق

إنّ المفعول المطلق له أنواعٌ تميزه عن غيره من المنصوبات، وهذه الأنواع تتعلق بالدرجة الأولى بدوره الذي يؤديه في معنى الجملة، والغاية منها، ومن أنواعه: [٢]

المؤكد لفعله

يأتي المفعول المطلق بعد الفعل ومن لفظه والغاية منه هي تأكيد الفعل الذي قبله مع بقاء إعراب المفعول المطلق كما هو مألوف ومعروف، ومن ذلك ما ورد في الآية الكريمة: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا}[٣] جاءت كلمة "تكليمًا" وهي مفعول مطلق مؤكدة للفعل الذي قبلها.

المبين لنوع الفعل

قد يأتي المفعول المطلق بعد الفعل وموافقًا للشروط المطلوبة من حيث اللفظ والنصب، ولكن ليبين نوع الفعل، ويأتي على شكلين:

  • مضافًا: إذ يأتي بعد مضاف إليه كما في قوله تعالى: {كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ}[٤] كلمة "أخْذَ" جاءت من لفظ الفعل، وهي منصوبة فهي مفعول مطلق، وإعراب المفعول المطلق هنا كإعرابه في ما سبق، لكن نوعه يختلف إذ جاء بعده مضاف إليه فالمفعول المطلق هنا ليبين نوع فعل الأخذ أنه أخذ عزيز مقتدر.
  • موصوفًا: أي أن تأتي بعد المفعول المطلق صفة، ومثاله: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا}[٥] كلمة "نباتًا" وافقت شروط المفعول المطلق، وجاءت لتبين نوع الفعل إذ جاء بعدها نعت وهو كلمة "حسنًا"

المبين لعدد مرات حدوث الفعل

على اتفاق إعراب المفعول المطلق في غالبية المواضع إلا أن أنواع المفعول المطلق متعددة، ومنها أن يأتي ليبين عدد مرات حدوث الفعل ومنها ما يرد في جملة "قفزْتُ قفزتين" أو جملة "قفزت ثلاثَ قفزاتٍ" فإن كلًا من "قفزتين" و "ثلاث" يقال فيهما ما يقال في إعراب المفعول المطلق عمومًا، أي هي مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

بدلًا من التلفظ بالفعل

أحيانًا يُستغنى عن الفعل ويُذكر المفعول المطلق مباشرة ويكون بديلًا عن التلفظ بالفعل، من ذلك جملة "أحقًا أنك ناجحٌ! كلمة "حقًا" كانت بديلًا عن التلفظ في الفعل، والتقدير: أيحقّ أنك ناجحٌ حقًا.

العامل في نصب المفعول المطلق

إن أهم أحكام المفعول المطلق هي أنه منصوب دائمًا، ولكن الدارس الذي يريد التعمق أكثر في هذا الباب من أبواب المنصوبات سيسأل ما الذي نصب المفعول المطلق، أي ما هو العامل في نصبه، وسيجد الدارس أن العامل في نصب المفعول المطلق هو واحد من ثلاثة أشياء في اللغة العربية، وهي:[٦]

  • الفعل التامَ المتصرف: الأصل أن العامل في نصب المفعول المطلق هو الفعل الذي يسبقه ومن أمثلته جملة "العبْ لعبًا ممتعًا" فالعامل في نصب المفعول المطلق "لعبًا" هو الفعل "العبْ"
  • الصفة المشتقة منه: ومن أمثلة هذا النوع من العوامل التي تعمل في نصب المفعول المطلق جملة "رأيته مُقبِلًا إقبالًا جميلًا" كلمة "مُقبِلًا" هي صفة مشتقة من لفظ المفعول المطلق "إقبالًا" وهي التي عملت في نصبه.
  • مصدره: ومن أمثلة هذا العامل في نصب المفعول المطلق ما ورد في القرآن الكريم: { قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا}[٧] كلمة "جزاؤكم" هي مصدر وهي التي عملت في نصب المفعول المطلق "جزاءً"

ما ينوب عن المفعول المطلق

من أحكام المفعول المطلق أنه قد تأتي بعض الألفاظ وتنوب عنه في اللغة العربية، وهنا يحدث اختلاف طفيف في إعراب المفعول المطلق، فيصير إعراب الألفاظ التي تنوب عنه: نائب مفعول مطلق، وواحد من الألفاظ التي تنوب عن المفعول المطلق هو صفة المصدر المحذوف، ومثال ذلك قوله تعالى: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[٨] كلمتا "قليلًا" و"كثيرًا" هما صفتان لمصدرينِ والتقدير "فليضحكوا ضحكًا قليلًا وليبكوا بكاءً كثيرًا" وهنا يقال في إعراب قليلًا وكثيرًا: نائب مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.[٩]


أمثلة على المفعول المطلق من القرآن الكريم

  • قال تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}[١٠]، تُعرَب كلمة تكليًما في المثال: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.[١]
  • قال تعالى: {وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ}[١١]، أي متِّعوهنَّ متاعًا، جاءت الكلمة لتؤكد معنى الفعل فكانت مفعولًا مطلقًا، وإعرابها: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره، وكلمة حقًّا أيضًا مفعول مطلق ناب عن الفعل المحذوف يؤكده، وإعرابها: مفعول مطلق لفعل محذوف وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.[١٢]
  • قال تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ}[١٣]، بيَّنت كلمة مرّ نوعية المرور، فهي مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.[١٢]
  • قال تعالى: {يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ}[١٤]، أكَّدت كلمة وعدًا الفعل المحذوف فهي مفعول مطلق، ويكون إعرابها: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.[١٢]
  • قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا}[١٥]، كتابًا: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.[١٢]
  • قال تعالى: {وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}[١٦]، جاءت كلمة الصفح من حروف الفعل لتؤكد معناه، وإعرابها: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.[١٧]
  • قال تعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا}[١٨]، تُعرَب كلمة صفًّا: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.[١٩]
  • قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً}[٢٠]، في هذا المثال كلمة ثمانين هي المفعول المطلق، وقد نابت عن المصدر جلدًا، والأصل: فاجلدوهم جلدًا ثمانين، وتُعرب كلمة ثمانين: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الياء لأنَّه ملحق بجمع المذكر السالم.[٢١]


لقراءة المزيد من الجمل، يمكنك الاطّلاع على هذا المقال: جمل عن المفعول المطلق.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، صفحة 32. بتصرّف.
  2. " المفعول المطلق"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-6-2019. بتصرّف.
  3. سورة النساء، آية: 164.
  4. سورة القمر، آية: 42.
  5. سورة آل عمران، آية: 37.
  6. "المفعول المطلق"، almerja.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-6-2019.
  7. سورة الإسراء، آية: 63.
  8. سورة التوبة، آية: 82.
  9. "المفعول المطلق"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 14-6-2019. بتصرّف.
  10. سورة النساء، آية:164
  11. سورة البقرة، آية:236
  12. ^ أ ب ت ث فاضل صالح السامرائي، كتاب معاني النحو، صفحة 153. بتصرّف.
  13. سورة النمل، آية:88
  14. سورة التوبة، آية:111
  15. سورة آل عمران، آية:145
  16. سورة الحجر، آية:85
  17. عباس حسن، كتاب النحو الوافي، صفحة 208. بتصرّف.
  18. سورة الصافات، آية:1
  19. عبد الله الفوزان، كتاب تعجيل الندى بشرح قطر الندى، صفحة 185. بتصرّف.
  20. سورة النور، آية:4
  21. عبد الله الفوزان، كتاب تعجيل الندى بشرح قطر الندى، صفحة 186. بتصرّف.