تعبير عن حياة الرسول

تعبير عن حياة الرسول
تعبير-عن-حياة-الرسول/

حياة الرسول في صغره

ولد الرسول -عليه الصلاة والسلام- في مكة المكرمة حيث بدأت سنوات طفولته الأولى، وقد ولد -عليه السلام- في الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل، وعاش طفولته يتيمًا، حيث مات أبوه عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم عندما كان النبي جنينًا في بطن أمه، وبعد ولادته بقليل أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب، ثم أرضعته حليمة السعدية حيث عاش في بيتها مدّة من الزمن، وقد ماتت أمه وهو في السادسة من عمره، واسم والدة الرسول آمنة بنت وهب القرشية وبعد موت أبيه كفله جدّه عبد المطلب بن هاشم، وبعد وفاته كفله عمه أبو طالب الذي تكفل برعايته والعناية به، وكان يحنو عليه كما لو أنه أحد أبنائه، ورغم حياة اليتم التي عاشها -عليه السلام- إلّا أنه عاش حياة كريمة وكان متصفًا بأفضل الأخلاق وأسماها، ورغم أنّه -عليه السلام- أميّ لا يقرأ ولا يكتب، إلا أنّه كان رفيع الخلق واعيًا، ولم يكن يومًا من الصغار الذين يميلون إلى اللهو أبدًا.


توافقت ولادة النبي -عليه السلام- بحدوث العديد من المعجزات منها أنه ولد مختونًا مقطوع السرة وليس كباقي المواليد، وبمجرد أن خرج من بطن أمه أضاء نورٌ كبير عمّ أرجاء المكان وامتدّ إلى أرجاءْ واسعة من الجزيرة العربية، لم يكن النبي -عليه السلام- من الأطفال العاديين الذين يعيشون صغرهم بطريقة عشوائية، بل أنّ الله تعالى أحاطه برعايته وعنايته وجعل له مهابة بين الناس، حتى أنه ومنذ أيام طفولة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو نقي من فعل المنكرات، كما أنّه لم يتلوّث بأي عادة من عادات الجاهلية، ولم يسجد لصنم مطلقًا، ولم يأكل الميتة ولحم الخنزير أو يتذوق الخمر في أيام طفولته أبدًا، وهذا دليلٌ على أن الله تعالى تكفل بحفظ نبيه منذ الصغر.

حياة الرسول في شبابه

حياة الرسول قبل البعثة أي: في بداية شبابه كانت حياة مليئة بالعمل والخلق الرفيع، وقد عُرف عن النبي -عليه الصلاة والسلام- الكثير من الصفات الحسنة في شبابه، فقد كان يُعرف بالصادق الأمين، وذلك لشدّة صدقه وأمنته وحرصه على ردّ الودائع، وقد عمل الرسول -عليه السلام- في سنٍ مبكرة، حيث كان يرعى الأغنام في شعاب مكة وهو فتى صغير، ثم عمل في التجارة حيث كان يذهب في الرحلات التجارية التي كانت معروفة في عهد قبيلة قريش، وقد تزوّج -عليه السلام- في شبابه وهو في سن الخامسة والعشرين من خديجة بنت خويلد، وقد كانت تكبره في العمر، وقد أعجبت خديجة بنت خويلد به لشدّة أمانته وصدقه ولأنه منذ أن بدأ بتجارة أموالها حتى حلّت بها البركة، وقد أنجبت خديجة بنت خويلد للنبي -عليه السلام- جميع أبنائه وبناته باستثناء إبراهيم الذي ولد فيما بعد وأمه ماريا القبطية.


عُرف عن النبي -عليه السلام - رجاحة العقل والنظرة العميقة للأمور والحكمة والذكاء، وكان أهل مكة يحتكمون إليه لفض الخصومات والنزاعات، وفي مرة بعد إعادة بناء الكعبة المشرفة احتاروا فيمن سيمسك بالحجر الأسود ويضعه في مكانه، وعندما أخذوا برأي النبي -عليه السلام- أشار إلى وضع الحجر في ثوب وأن يمسك كل شخصٍ يمثل فخذ قبيلته بطرف هذا الثوب، وهكذا يتشارك الجميع في وضعه، وفعلًا تم تنفيذ رأي النبي -عليه السلام-، كما كان يذهب باستمرار إلى غار في أحد جبال مكة ليختلي به ويفكر في ملكوت الله، وهو غار حراء الذي نزل عليه الوحي فيه لأوّل مرة، وأسماء أبناء النبي وبناته الذين أنجبتهم خديجة بنت خويلد: اثنان من الذكور وأربعة من الإناث وهم: القاسم وكان يكنى الرسول بكنية أبي القاسم، وابنه الثاني عبد الله وبناته: زينت وأم كلثوم ورقية وفاطمة.


كانت حياة النبي قبل البعثة فيها الكثير من العمل والتعبد والاختلاء في غار حراء، حيث كان النبي -عليه الصلاة والسلام- حرًا كريمًا عزيز النفس يأكل من تعب يديه ولا يسأل قوته أحدًا، ورغم أنه كان فقيرًا إلا أنه كان كريمًا لا يردّ السائل ولا المحتاج، وقد تبلورت شخصيته الشريفة بأسمى معاني الأخلاق العظيمة التي اختارها الله تعالى لتكون مجتمعة في نبيه الكريم، ولهذا فإنّ محمد -عليه الصلاة والسلام- سيد الخلق والمرسلين لأنه مبرأ من جميع العيوب، فهو لم يظلم في حياته ولم يتجنّ على أحد ولم يسرق أو يأخذ حقوق أحد، بل عاش حياته مثالًا بالأخلاق الرقيعة التي خصه الله تعالى فيها دونًا عن جميع الحلقن حتى وصفه في القرآن الكريم بقوله تعالى في سورة القلم: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.[١]

حياة الرسول في ظلال النبوة

سيرة النبي -عليه السلام- قبل البعثة وبعدها هي سيرة رجلٍ عظيم وقائد فذ، أخلاقه رفيعة ولا يغضب إلا في الحق، حتى أنّ كفار قريش كانوا يشهدون له بالأخلاق الرفيعة والسيرة الطيبة رغم تكذيبهم لرسالته، فهم كانوا يعلمون بينهم وبين أنفسهم أن النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يكذب في حياته لكن أخذتهم العزة بالإثم فرفضوا قبول دعوته للإسلام وكانوا من الخاسرين.


حياة الرسول -عليه الصلاة والسلام- منذ أن كلّفه الله تعالى برسالة الإسلام هي بمثابة حياة مليئة بالخير والحكمة والدعوة إلى عبادة الله تعالى بالموعظة الحسنة، وقد أنزل الله إليه الوحي جبريل -عليه السلام- عندما كان يتعبد في غار حراء، وكان ذلك في ليلة القدر من شهر رمضان المبارك، وكان عمره أربعين عامًا، ومنذ تلك اللحظة حمل أمانة الدعوة الإسلامية، ومرّ الإسلام بمراحل عدّة وفي جميع تلك المراحل كان النبيّ -عليه السلام- صابرًا يتحمل ما يُلاقيه من أذى وعناء ورفض من كفار قريش وقومه الذين لم يصدقوه إلا القليل منهم، وكانوا يتعمدون إيذاءه بهدف دفعه للتخلي عن الدعوة الإسلامية، لكنه رغم ذلك لم ينثنِ عن عزيمته في نشر الدعوة الإسلامية ورفع راية التوحيد للخروج من ظلام الشرك إلى نور لا إله إلا الله، وازداد الحزن والألم عليه بعد وفاة عمه أبي طالب وزوجته خديجة بنت خويلد في نفس العام، وكي يُخفف الله عنه مقدار الألم حدثت حادثة الإسراء والمعراج.


من أكثر الأحداث أهمية في حياة النبي -عليه الصلاة والسلام- والتي حدثت في ظلال النبوّة عندما قرر الهجرة من مكة إلى يثرب للتخلص من بطش قريش، وبعد أن وصل إليها أصبح اسمها المدينة المنوّرة، وكانت حياة النبي في المدينة المنورة حياة قائمة على التخطيط والإعداد للدولة الإسلامية، وبدأ -عليه السلام- منذ تلك اللحظة بالبدء بإرساء قواعد الدولة الإسلامية، وتنظيم أمورها ونشر الدعوة الإسلامية إلى خارج الجزيرة العربية، وقد تمت في عهد النبي -عليه السلام- العديد من الغزوات منها مع قبيلة قريش بهدف استرداد حقوقهم التي سلبها كفار قريش من المسلمين بعد هجرتهم من مكة إلى المدينة المنورة، واستمرت الغزوات في سبيل الدفاع عن الدولة الإسلامية ونشرها وتقوية شوكة المسلمين في وجه المشركين كي تكون أركان الدولة الإٍسلامية ثابتة، وبدأت هيبة المسلمين بالظهور في الجزيرة العربية، كما بدأت القبائل العرية بالدخول في الإسلام أفواجًا كثيرة، وكان المهاجرون والأنصار يدًا واحدة في سبيل تحقيق ذلك.


استمرّ النبي -عليه الصلاة والسلام- بتنظيم شؤون الدولة الإسلامية وإعداد الصحابة من بعده إعدادًا نفسيًا حتى يكونوا حاملين لأمانة تبليغ ونشر الدعوة الإسلامية لجميع الناس في العالم، وكان من أكثر المعاونين والملتصقين به أكثر الوقت صديقه الذي رافقه في معظم مراحل حياته أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- الذي صدّق النبي -عليه السلام- حين كذبه الناس، وظلّ ملازمًا له حتى التحاق النبي -عليه السلام- بالرفيق الأعلى، وقد تزوج النبي -عليه السلام- في حياته عدّة مرات لحكمٍ كثيرة، وهذه الزيجات جميعها كانت بعد وفاة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- ونسائه اللواتي لُقّبن بأمهات المؤمنين بحسب الترتيب الزمني لزواجه منهنّ: خديجة بنت خويلد، ثم تزوج بسودة بنت زمعة، ثم عائشة بنت أبي بكر الصديق، ثم حفصة بنت عمر بن الخطاب، ثم زينب بنت خزيمة، ثم أم سلمة، ثم زينب بنت جحش، ثم جويرية بنت الحارث، ثم صفية بنت حيي، ثم أم حبيبة، ثم ميمونة بنت الحارث، وماريا القبطية -رضي الله عنهن-.


أسّس النبي -عليه السلام- أول مسجد للمسلمين وهو مسجد قباء ثم تمّ بناء مسجد ذي القبلتين ثم المسجد النبوي الشريف، وللمفارقة بين أين ولد النبي وأين توفي، في حين كانت ولادته في مكه فقد توفي النبي -عليه الصلاة والسلام- في المدينة المنورة في السنة الثالثة عشرة من الهجرة، عن عمرٍ يُناهز ثلاثة وستين عامًا، حيث توفي في المدينة المنورة ودفن فيها في حجرة عائشة أم المؤمنين، ويُجاوره أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان -رضي الله عنهم جميعًا-.


لقراءة المزيد، انظر هنا: موضوع تعبير عن الرسول قصير.

المراجع[+]

  1. سورة القلم، آية:4