محتويات
سبب نزول سورة الإسراء
هل ذكر العلماء سببًا لنزول سورة الإسراء؟
لم يُذكر في سورة الإسراء سببًا لنزولها عامّة، فلم يذكر العلماء المشتغلين بأسباب النزول شيئًا عن نزولها عامة، ومنهم السيوطي[١] والواحدي.[٢]
سبب نزول آية: قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضّر عنكم
وقد نزلت هذه الآية بالمشركين عندما أصابهم القحط حتى وصل بهم الأمر إلى أن أكلوا الكلاب والجيف، فلجؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يطلبون منه أن يرفع عنهم هذا العذاب ويدعو لهم الله، فنزلت هذه الآية تأكيدًا وبرهانًا لهم أن الذين زعموا أنهم آلهة لا يملكون أن يرفعون عنهم هذا الجدب ويحولوه إلى خصب أو يقلبون عسرهم يُسرًا أو يحولوا حالهم من السقم إلى المرض، فإنهم لا يملكون لهم نفعًا.[٣]
سبب نزول آية: وما منعنا أن نرسل بالآيات إلّا أن كذّب بها الأولون
نزلت هذه الآية بالقوم الذين طلبوا برهانًا من رسول الله ليصدقوا نبوته، فقالوا له يا محمد إنك تزعم أنه قد كان قبلك رسلًا ومنهم من سخر له ربك الريح، ومنهم من كان يحيي الموتى، فلو أردت أن نصدق أنك رسولٌ من الله مثلهم، فادع ربك أن يجعل الصفا هذا عبارة عن ذهبًا، فأخبر الرسول عليه السلام ربه بما طلبه قومه منه، فقيل له: إن أردت يستأنى بهم ولو أردت نجيبهم إلى ما طلبوا ويكون لهم الصفا ذهبًا، فإن كفروا بعد هذا هلكوا كما أُهلكت الأمم التي سبقتهم فاختار النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يستأنى بهم، وأنزل الله تعالى هذه الآية.[٤]
كما ويمكنك التعرّف على ما ورد في فضل سورة الإسراء بالاطلاع على هذا المقال: فضل سورة الإسراء
أين نزلت سورة الإسراء؟
وقد نزلت سورة الإسراء في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويذكر أنها نزلت كاملة في مكة إلا ثماني آيات منها نزلت في المدينة،[٥] وأما عن الفترة التي نزلت فيها سورة الإسراء، فكانت من أشدّ الفترات صعوبة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث كانت تسلية لقلبه بعد كل ما أصابه في عام الحزن من أسى فكانت هذه الآيات لتثبيته عليه الصلاة والسلام،[٦] هذا وقد نزلت سورة الإسراء بعد سورة القصص وقبل نزول سورة يونس.[٧]
ويمكنك قراءة المزيد حول سورة الإسراء وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة الإسراء
ما سبب تسمية سورة الإسراء بهذا الاسم؟
وقد سُميت سورة الإسراء بهذا الاسم لابتداء قوله تعالى في مطلع السورة، قال الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى}،[٨][٩]
وأطلق على سورة الإسراء اسم بني إسرائيل، ويعود سبب تلك التسمية إلى ذكر الكثير من أخبار قوم بني إسرائيل فيها وكيف كان إفسادهم في الأرض واستيلاء الآشوريين عليهم، ويذكر أنَّ الاسم الذي كان متداولًا في عهد الصحابة لسورة الإسراء هو سورة "بني إسرائيل" كما ورد ذلك في صحيح البخاري وسنن الترمذي وما وتُسمى أيضًا بسورة سبحان لأن السورة افتتحت بقول الله -تعالى- "سبحان"، وقد ذكر الطاهر بن عاشور في كتابه التحرير والتنوير أنَّ سورة الإسراء تطلق عليها الأسماء الثلاثة -سابقة الذكر- وقد سميت في كثير من المصاحف باسم الإسراء.[١٠]
وللاستزادة حول سورة الإسراء وأبرز محاورها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة الإسراء
المراجع[+]
- ↑ السيوطي، لباب النقول، صفحة 122. بتصرّف.
- ↑ الواحدي، أسباب النزول، صفحة 287. بتصرّف.
- ↑ السمعاني، أبو المظفر، تفسير السمعاني، صفحة 250. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوَّى، الأساس في التفسير، صفحة 3098. بتصرّف.
- ↑ الجرجاني، عبد القاهر، درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة، صفحة 1085. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، أرشيف ملتقى أهل التفسير. بتصرّف.
- ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 7. بتصرّف.
- ↑ سورة الاسراء، آية:1
- ↑ جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 69. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 245. بتصرّف.
