سبب نزول سورة الفتح

سبب نزول سورة الفتح
سبب-نزول-سورة-الفتح/

سبب نزول سورة الفتح

لقد قال بعض أهل العلم بأسباب النزول إنّ سورة الفتح قد نزلت في شأن صلح الحديبية من أولها إلى آخرها.[١]


سبب نزول آية: إنا فتحنا لك فتحا مبينا

قال أهل العلم بأسباب النزول إنّ سبب نزول قوله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا}[٢] هو أنّ المسلمين لمّا رجعوا إلى المدينة عام الحديبية وقد حيل بينهم وبين البيت الحرام فإنّهم قد نزل بهم حزن وكآبة، فأنزلَ الله -تعالى- هذه الآية تسلية للنبي عليه الصلاة والسلام، ففرح بها فرحًا عظيمًا، ويقول أنس بن مالك رضي الله عنه: "لَمَّا نَزَلَتْ: {إنَّا فَتَحْنَا لكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لكَ اللهُ} إلى قَوْلِهِ {فَوْزًا عَظِيمًا} مَرْجِعَهُ مِنَ الحُدَيْبِيَةِ، وَهُمْ يُخَالِطُهُمُ الحُزْنُ وَالْكَآبَةُ، وَقَدْ نَحَرَ الهَدْيَ بالحُدَيْبِيَةِ، فَقالَ: لقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ هي أَحَبُّ إلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا".[٣][١]


ويمكنك قراءة المزيد حول سورة الفتح وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة الفتح


سبب نزول آية: ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات

قال العلماء في سبب نزول هذه الآية إنّ المسلمين لمّا نزل قوله -تعالى- على النبي صلّى الله عليه وسلّم: {لِّيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا}[٤] فإنّ الصحابة قالوا له: "هنيًّا مريًّا يا نَبيَّ اللهِ قد بيَّن اللهُ لك ماذا يفعَلُ بك فما يفعَلُ بنا؟ فنزَل عليه : {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [الفتح: 5] حتَّى {فَوْزًا عَظِيمًا} [الفتح: 5]".[٥][٦]


كما ويمكنك التعرّف على ما ورد في فضل سورة الفتح بالاطلاع على هذا المقال: فضل سورة الفتح


سبب نزول آية: وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم

ذكر أصحاب أسباب النزول مستندين على الأحاديث الصحيحة كما في صحيح مسلم أنّ ثمانين رجلًا من أهل مكّة "هَبَطُوا علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ مِن جَبَلِ التَّنْعِيمِ مُتَسَلِّحِينَ، يُرِيدُونَ غِرَّةَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ، فأخَذَهُمْ سِلْمًا فَاسْتَحْيَاهُمْ، فأنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَهو الذي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عنْهمْ ببَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عليهم} [الفتح: 24]".[٧][٨]


وفي رواية أنّهم كانوا ثلاثين رجلًا فدعا عليهم النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فاخذ الله -تعالى- أبصارهم، فقام إليهم المسلمون فأسروهم، وقال لهم النبي عليه الصلاة والسلام: "هل جئتم في عهدِ أحدٍ أو هل جُعِل لكم أمانًا قالوا لا فخلَّى سبيلَهم فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا".[٩][٨]


أين نزلت سورة الفتح؟

نزلت سورة الفتح في مكان يُقال له "كُرَاعَ الْغَمِيمِ" بين مكّة والمدينة، وهو وادٍ يتبع مكّة المكرّمة، وقيل نزلت في أماكن أخرى وكلّها أماكن قرب مكّة المكرّمة، وكانت سنة نزولها هي السادسة للهجرة، وترتيبها من حيث النزول هو 113 بحسب قول جابر بن زيد، وقد نزلت بعد سورة الصف وقبل سورة التوبة.[١٠]


وللاستزادة حول سورة الفتح وأبرز محاورها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة الفتح


ما سبب تسمية سورة الفتح بهذا الاسم؟

لقد ذكر العلماء أنّ هذه السورة اسمها سورة الفتح، ولم يكن لها اسم آخر في عهد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وفي عهد الصحابة كذلك، ووجه تسميتها بهذا الاسم أنّها تضمّنت ذكر الفتح الذي جاء في الآية الأولى وهو بشرى للنبي -عليه الصلاة والسلام- ومن معه من المؤمنين.[١٠]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب الواحدي، أسباب النزول، صفحة 382. بتصرّف.
  2. سورة الفتح، آية:1
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1786، حديث صحيح.
  4. سورة الفتح، آية:2
  5. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6410، أخرج ابن حبان هذا الحديث في صحيحه.
  6. الواحدي، أسباب النزول، صفحة 383. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1808، حديث صحيح.
  8. ^ أ ب الواحدي، أسباب النزول، صفحة 384. بتصرّف.
  9. رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن عبد الله بن مغفل، الصفحة أو الرقم:148، حديث رجاله رجال الصحيح.
  10. ^ أ ب ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 141-142. بتصرّف.