كلام عن الأخلاق
الأخلاق تزين الإنسان وتجعل له مكانة عالية في الدنيا والآخرة، لهذا على الإنسان أن يكون خلوقًا، وفيما يأتي كلام عن الأخلاق:
- الإنسان الذي يملك الأخلاق الفاضلة يملك البوصلة التي توصله إلى برّ الأمان، بعكس الإنسان الذي لا يعرف إلى الأخلاق السيئة التي تدفع به إلى الهاوية وتُسقط هيبته بين الناس، وتجعل صفاته معروفة بالبذاءة.
- الأخلاق الفاضلة من أهم صفات الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، حتى أنّ الله تعالى في القرآن الكريم امتدح نبيه ووصفه بأنه صاحب خلقٍ عظيم، كما أن النبي -عليه السلام- بعثه الله برسالة الإسلام ليتمم مكارم الأخلاق ويخلص الناس من الأخلاق السيئة.
- الأخلاق ميزان التفاضل بين البشر، فمن كان يملك الحسن منها فقد فاز، ومن كان يتصف بالسيء منها فقد خسر خسارة كبيرة وأصبح إنسانًا غير مدرك ويتصرف بلا وعي، ولا يميز الصدق من الكذب ولا العدل من الظلم، ولا يُفرّق بين شاهد الزور ومَن يقول الحقيقة.
- يمكن للإنسان أن يستقي الأخلاق الفاضلة من الأشخاص الصالحين ومن سيرة الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- والصحابة والتابعين، وعليه أن يفكر بعقله أولًا وأن يضع كل تصرفٍ أو قول في ميزان الحلال والحرام وفي ميزان الأخلاق، ويختار ما يمليه عليه ضميره الحي ليجد نفسه متصفًا بأفضل الأخلاق وأطهرها.
- الأخلاق الفاضلة ناتجة عن حُسن التربية والوعي الكبير، وهي بوابة للوصول إلى الفضيلة والخير، وطريقٌ لزرع الحب والتخلص من كل الشرور في المجتمع، فهي تنقي القلوب من الحقد وتجعلها مزروعة باليقين الذي يؤدي إلى الصفاء.
- أهم ما تقدمه الأخلاق الفاضلة للفرد والمجتمع أنها تزيد من ثقة الشخص بنفسه ومن الثقة بالآخرين به، وهذا يزيد من أواصر المحبة بين الناس ويجعلهم يتصرفون مع بعضهم البعض على أسسٍ واضحة وثابتة، ليس فيها أيّ تزييف أو ادّعاء أو تصنُّع في غير محله.
- مَن أراد التمييز بين الأخلاق الفاضلة والسيئة، عليه أن يلتمس هذا من قصص الأنبياء -عليهم السلام- وسيرتهم، وكيف أن الله تعالى وصف أنبياءه بأخلاقهم الفاضلة التي يفتخر بها أي شخص يملكها.
- مِن حسن الأخلاق أن يتجنب الشخص الخوض في مواطن الشبهات والمسائل التي تجرفه إلى فعل ما هو سيء، لهذا من أراد النجاة بأخلاقه عليه أن يعتمد على قلبه وفطرته النقية وأن يحرص أشد الحرص على أن تكون أخلاقه مستمدة من الدين أولًا ومن سير الصالحين ثانيًا.
- الأخلاق الفاضلة تجعل الإنسان طيب الذكر وحسن السيرة ومعروفًا بالطيب، وهذا يجعله محبوبًا بين الناس، ويعتبره الناس قدوة حسنة لهم، ويستشيرونه في أمورهم، ويستودعون عنده أماناتهم، ويجعلهم يذكرونه في الخير في حياته ومماته ويدعون له دومًا.
- تقترن الأخلاق الفاضلة بالإنسان الصالح الذي يبتعد عن كل ما فيه أذيّة، خاصة أن منظومة الأخلاق واحدة ومتممة لبعضها البعض، ولا يمكن للإنسان أن يتحلى بخلق الصدق ويكذب في اليوم التالي، ولا يمكن أن يكون عادلًا ثم يظلم فيما بعد، لهذا فالأخلاق يجب أن تكون متأصلة في الإنسان في جميع الأوقات.
- صاحب الأخلاق العالية لا ينتظر المديح من أحد، لأنه يعلم تمامًا أنّ الاتصاف بالأخلاق الحسنة هو واجب عليه ومطلوب من كل إنسان وليس شيئًا يمكن استبداله أو التغاضي عنه، لهذا فإن صاحب الخلق الرفيع ينتظر الأجر والثواب من الله تعالى وحده الذي أمر بالاتصاف بحسن الخلق.
- الأخلاق الفاضلة سبب في سعادة الفرد والمجتمع، وطريقة لتهوين الحياة الصعبة وجعلها أكثر رفاهية، لأنّ الأخلاق هي الشجرة التي يقطف ثمارها من يتحلى بها في كلّ وقت، ولا مكان لأي إنسان أخلاقه فاسدة تحت ظل هذه الشجرة، لهذا فالأخلاق الفاضلة تنجي صاحبها من الوقوع في الخطأ مهما كان صغيرًا.
- كلما تمسّك الناس بالأخلاق أكثر كلما اكتشفوا أنهم يسيرون في الطريق الصحيح، والعكس يحدث أيضًا لأن مقياس انهيار المجتمعات وفسادها يأتي بالدرجة الأولى من انعدام الأخلاق الذي يجعل في داخل كل إنسان وحشًا كاسرًا يظلم ويقتل ويسرق دون أن تكون لديه مرجعية أخلاقية.
- أفضل أنواع الرزق التي يحصل عليها الإنسان في حياته حسن الخلق، وكلما زاد رصيد الأخلاق لدى الإنسان أصبحت حياته أفضل وازداد احترامه لنفسه وركّز على التطوّر والتقدم بدلًا من الانشغال بغيره، فحسن الأخلاق يجعل الإنسان يفعل الخير ويقول الخير فقط، ويتجب الشر دائمًا.
- تعليم الأخلاق الفاضلة للأبناء يكون منذ الصغر لأن العلم في الصغر مثل النقش في الحجر، يبقى ثابتًا مهما تبدلت الظروف والأحوال، ومهما مرت على الأبناء أحداث، فالأخلاق الفاضلة عندما تكون متأصلة في شخصية الإنسان لا يمكن لها أن تتزعزع أو تتغير، بل يظلّ صاحبها يتعامل بها مهما كان الفساد من حوله.
- أخلاق الإنسان تظهر في أبسط المواقف وليس فقط في أعظمها، ويمكن الحكم عليها مِن تعامُل الشخص مع من هم أضعف وأقل منه شأنًا، فتعامل الغني مع الفقير يظهر أسلوبه الحقيقي في التعامل ومدى تمتعه بخلق التواضع، وتعامل المسؤول مع الشخص البسيط يُظهر مقدار الغطرسة أو التسامح الذي يملكه هذا الشخص.
- بعد موت الإنسان يذكره الناس بحسن أخلاقه فيخلدون ذكره، لهذا فإنّ أفضل إرث يمكن أن يتركه الشخص لأبنائه هو سمعته الطيبة وحسن خلقه المعروف بين الناس، مما يجعلهم يفتخرون به دائمًا ويفرحون بما يسمعونه عنه فتغمرهم السعادة.
- الشخص الذي يتجنّبه الناس بسبب سوء خُلقه هو في الحقيقة خسر الدنيا والآخرة، وتخلّى عن أهم صفات الإنسانية التي تجعله محترمًا ومهابًا بين الناس، بعكس الشخص الذي يتحلى بالأخلاق الصالحة، فإنه قادر على أن ينجو من المحن بفضل ما يتحلى به من صفات حسنة تعطيه إدراكًا وتقديرًا للأمور.
لقراءة المزيد، انظر هنا: كلمة عن الأخلاق.