محتويات
ما هي أسماء الجنة
إنّ للجنة أكثر من اسم باعتبار صفاتها، وتنوّع هذه الاسم ناتج عن تنوّع ألوان النعيم فيها، ولها اسمٌ واحد باعتبار ذاتها، فكلّها جنّة ولكنّ المسميّات الأخرى تُطلق عليها بحسب المقام، وفيما يأتي بيانٌ لهذه الأسماء:[١]
الجنة
وهذا هو اسمها العام والمتداول بكثرة للدلالة على الدار الآخرى التي أعدّها الله تعالى لعباده المؤمنين، وما تحويه من أنواع النعيم واللذة والبهجة والسرور، وأصل اشتقاق هذا الاسم من التغطية والستر، قال تعالى: {مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ}.[٢][١]
دار السلام
تُسمّى الجنة بدار السلام لأنّها دار السلامة من الآفات والبلايا والمكروهات، وهي دار الله تعالى وهو السلام، وأهلها يسلّمون على بعضهم، وقد سلّمها الله -عزّ وجلّ- وسلّم أهلها، وقد قال تعالى: {لَهُمْ دَارُ لسَّلَٰمِ عِندَ رَبِّهِمْ}،[٣] وقال أيضًا: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ}،[٤] والرب -تبارك وتعالى- يُسلّم على أهل الجنة، والكلام في الجنة كلّه كلام جميل وحسن وليس فيه لغو أو فُحش أو كلامٌ باطل.[١]
دار الخلد
تُسمّى الجنة بدار الخُلد لأنّ أهلها دائمي الإقامة فيها ولا يخرجون منها أبدًا، والعطاء لهم فيها ممتّد ومستمر بلا انقطاع، والرزق فيها والنعيم دائم،[١] وقد قال تعالى: {قُلْ أَذَٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۚ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا}.[٥][٦]
الفردوس
الفردوس في اللغة هو البستان، وقيل هو البستان الذي فيه أعناب وكروم، وقال الضحّاك: هو الجنة الملتّفة بالأشجار، وتُسمّى الجنة بالفردوس، ويُطلق هذا الاسم على أعلاها وأفضلها، وكأنّ هذا الجزء منها أحقّ بهذه التسمية وهذا الوصف، وقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا}.[٧][١]
جنة المأوى
جنة المأوى هي اسم من أسماء الجنة باعتبار وصفها، وقد قال تعالى: {عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ}،[٨] وقد ورد أنّ السيدة عائشة قالت إنّ جنة المأوى هي جنة من الجنان، وروي عن ابن عباس أنّه الجنة التي يأوي إليها جبريل والملائكة عليهم السلام، وقيل إنّها الجنة التي تأوي إليها أرواح الشهداء.[١]
جنة النعيم
جنة النعيم هو اسمٌ جامع لجميع الجنات، وذلك لأنّها جميعها تشتمل على ألوان مختلفة من النعيم وكل ما فيه نعيم، من الطعام والشراب واللباس وجمال المنظر والروائح الزكية والصور الساحرة والمساكن الواسعة الهانئة، وسيسكنها الذين آمنوا وعملوا الصالحات، حيث قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ}.[٩][١]
دار الإجلال
تُسمّى الجنة بدار الإجلال أو الجلال لأنّ كل مدائنها من نور، وقصورها وبيوتها وأوانيها وشُرفها وأبوابها ودرجها وغرفها وأعاليها وأسافلها وخيامها وحُليّها،[١٠] وهذه التسمية لم ترد في كتاب الله وإنّما وردت عن ابن عباس.[١١]
دار المقامة
قال الله تعالى واصفًا حال أهل الجنة في الآخرة: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ}،[١٢] فأهل الجنة مقيمين فيها ولا يموتون ولا يتحولّون عنها، وهذا وجه تسميتها بدار المقامة، أي الإقامة المستمرة.[١]
المراجع[+]
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ابن القيم، كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، صفحة 94-102. بتصرّف.
- ↑ سورة محمد، آية:15
- ↑ سورة الأنعام، آية:147
- ↑ سورة يونس، آية:25
- ↑ سورة الفرقان، آية:15
- ↑ التويجري، محمد بن إبراهيم، كتاب موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 318-319. بتصرّف.
- ↑ سورة الكهف، آية:107
- ↑ سورة النجم، آية:14-15
- ↑ سورة لقمان، آية:8
- ↑ محمد الأمين الهرري، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآنر، صفحة 242. بتصرّف.
- ↑ محمد الأمين الهرري، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن، صفحة 375. بتصرّف.
- ↑ سورة فاطر، آية:34-35