ما أول جيش خرج من المدينة بعد وفاة الرسول؟
كان أوَّل جيش خرج بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المدينة المنورة هو جيش أسامة بن زيد الذي أعدَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمَّر عليه أسامة بن زيد -رضي الله عنه- وكان عمره آنذاك لم يتجاوز الثامنة عشرة بعد، ومع أنَّ الجيش فيه كبار الصحابة مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لكنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- توفي قبل أن ينطلق الجيش من المدينة، فخرج في بداية حكم أبي بكر رضي الله عنه.[١]
لماذا خرج جيش أسامة بالرغم من عِظَم الموقف؟
بعد أن توفيَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ارتدَّت كثير من القبائل في شبه الجزيرة العربية، فاخلتف الصحابة في أمر جيش أسامة بن زيد رضي الله عنه، حيث اعترض الصحابة على إرسال ذلك الجيش من أجل قتال الروم والقبائل العربية قد ارتدَّ معظمها عن الإسلام، ولكنَّ أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- أصرَّ على إنفاذ أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع أنَّ الصحابة كانوا متخوفين من أنَّه ليس لديهم القدرة على قتال المرتدين فكيف بإرسال جيشٍ عظيم إلى الروم وتشتيت قوات المسلمين.[٢]
ولكنَّ أبا بكر -رضي الله عنه- كانت غايته الأولى أن ينفّذ ما أمرَه به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويؤكد على ضرورة اتباعه رغم كل شيء، فلا مجال للمناقشة فيها ولا مجال لمخالفة أوامره حتى لو لم يعرف المسلمون المقصود من أوامره أو الغاية أو الحكمة المرجوة منها، وعندما جادله الصحابة -رضي الله عنهم- في ذلك قال لهم مصرًّا على موقفه: "والله لا أحلّ عقدةً عقدها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم".[١]
ماذا أسفر عن خروج جيش أسامة؟
رغم الموقف العظيم في الوقت الذي خرج فيه جيش أسامة بن زيد إلا أنَّه كان في ذلك خير عظيم لم يستطع أن يتبينه حينها إلا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ومن أهم ما أسفر عن ذلك:
- دبُّ الرعب في قلوب القبائل العربية في شمال الجزيرة العربية.[١]
- تخوُّف الروم وسكونهم ووقوع الظن في نفوسهم أنَّ المدينة في غاية القوة نتيجة هذا الجيش العظيم.[١]
- تثبيط معنويات أعداء الإسلام من الروم وكل من يساندهم وإنزال الخوف في قلوبهم.[٣]
- محق السرور والغبطة التي أظهرها أعداء الإسلام بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم.[٤]
- وضوح الأدب العالي الذي أظهره الصحابة والمسلمين لكل ما أمرَ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى بعد وفاته.[٤]
- تثبيت المسلمين أقدامهم في شمال الجزيرة العربية وهي منطقة حيوية بالنسبة للدولة الإسلامية لنشر الإسلام في ذلك الوقت.[٤]
- تأكيد أبي بكر -رضي الله عنه- على ضرورة اتباع ولي الأمر وجواز تأمير الصغير على الكبير قدرًا وسنًّا.[٤]
المراجع[+]
- ^ أ ب ت ث راغب السرجاني، كتاب الصاحب والخليفة أبو بكر الصديق، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ راغب السّرجاني، الصَّاحب والخليفة أبو بكر الصديق، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ بريك العمري، كتاب غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية، صفحة 495. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث بريك العمري، كتاب غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية، صفحة 492-495. بتصرّف.