محتويات
الحضارة المصرية
تعدُّ الحضارة المصرية من أهم وأعرق الحضارات عبر التاريخ، قامت هذه الحضارة في شمال شرق القارة الأفريقية، وبشكل خاصّ على ضفاف نهر النيل العظيم في جمهورية مصر العربية حاليًّا، وهي حضارة موغلة في القدم امتدَّت لما يقارب ثلاثة آلاف سنة تطوّرت خلالها تطوُّرًا كبيرًا، وغَدَت واحدة من أعظم الحضارات التي مرَّت على وجه الأرض على الإطلاق.[١]
وكان أحد أسباب نجاح الحضارة المصرية بداية تمركزها في منطقة وادي النيل حيث توفّرت جميع المقومات اللازمة لنجاح العمل بالزراعة كالمناخ المعتدل والمياه الوفيرة وخصوبة التربة، وأسهمت التنبؤات بحدوث الفيضانات بالتحكم والسيطرة على المحاصيل الزراعية والمحافظة عليها، وأسهمت المحاصيل الوفيرة في زيادة التنمية الثقافية والاجتماعية.[١]
تاريخ الحضارة المصرية
مرت الحضارة المصرية بـ 3 عصور مختلفة وهي عصر الدولة القديمة، والوسطى، والحديثة، وفيما يأتي توضيح لهذه العصور:[٢]
عصر الدولة المصرية القديمة
في عصر الدولة القديمة كانت مصر موحدة إلى حدٍ كبير كدولة واحدة،[٢]وكثُرت فيها الثروتان الزراعية والحيوانية، وساعد نهر النيل على ذلك، وانتشر الصيد فيها، وتمَّ استئناس العديد من الحيوانات.[١]
وبنى حكام الدولة القديمة الأهرامات الأولى، والتي كانت عبارة عن مقابر وآثار للملوك الذين بنوها، وتطلب بناء العمارة الضخمة مثل الهرم الأكبر وأبو الهول في الجيزة، ومعابد للآلهة المختلفة، وجود حكومة مركزية يمكنها السيطرة على موارد مصر هائلة.[٢]
وبدأ المصريون أيضًا في بناء السفن المصنوعة من ألواح خشبية مربوطة بحبال ومحشوة بالقصب، وذلك بغرض تجارة البضائع المختلفة مثل خشب الأبنوس والبخور والذهب والنحاس والأرز اللبناني.[٢]
وفي نهاية عصر المملكة القديمة عادت مصر إلى الانقسام مرة أخرى، وضعفت الإدارة واضمحلَّت هيبة الفرعون، واستقلت الأقاليم عن الحكومة المركزيّة، ما أدى لازدهارها أكثر لاستغلالها مواردها للصالح المحلي، وحدثت الحروب الأهلية بين الأقاليم للسيطرة على الأرض والاستحواذ على السلطة.[١]
عصر الدولة المصرية الوسطى
شهدت مصر في هذا العصر استقرارًا ورخاءً كبيرين، وتطورت مشاريع الأبنية الضخمة بما في ذلك الحصون العسكرية والمحاجر والأهرمات، كما أقامت المملكة علاقات دبلوماسية وتجارية مع سوريا وفلسطين ودول أخرى.[٢]
وغالبًا ما يُشار إلى الأسرة الثانية عشرة على أنها سبب التحسن الهائل في جودة الفن والهندسة المعمارية في الدولة الوسطى، لكن هذه التطورات كانت ممكنة فقط بسبب الاستقرار الذي أمنته الأسرة الحادية عشرة للبلاد.[٣]
ولم تكن الأسرة الثالثة عشرة قوية أو مستقرة أبدًا مثل الأسرة الثانية عشرة، وسمحت للمهاجرين المعروفين باسم الهكسوس بالحصول على السلطة في مصر الوسطى، والتي أصبحت في نهاية المطاف قوية بما يكفي لتحدي سلطة الأسرة الثالثة عشر، والدخول في العصر المعروف باسم العصر الانتقالي الثاني.[٣]
عصر الدولة المصرية الحديثة
بدأت فترة المملكة الحديثة في التاريخ المصري بطرد الهكسوس من مصر واستعادة السيطرة السياسية المركزية، وكانت هذه الفترة هي أكثر الأوقات ازدهارًا في مصر.[٢]
في هذه الفترة أيضًا، أنشأت حتشبسوت، أشهر حاكمة مصرية، شبكات تجارية ساعدت في بناء ثروة مصر، وذلك بتنفيذ المئات من مشاريع البناء، وتصميم التماثيل، بالإضافة إلى معبد جنائزي مثير للإعجاب في دير البحري، كما أمرت بإصلاح المعابد التي تم إهمالها أو إتلافها خلال فترة حكم الهكسوس.[٢]
وفي عام 1350 قبل الميلاد تهدد استقرار الدولة بعد عملية الإصلاح الفوضوية التي بدأ فيها أمنحوتب الرابع، فدعا لعبادة الإله أتون الواحد الذي لا شريك له، وسمَّى نفسه أخناتون أي عبد آتون، ونقل العاصمة إلى مدينة أخناتون الجديدة، وانشغل بدينه الجديد عن الشؤون الخارجية للبلاد، وبعد موته تمَّ التخلي عن عبادة آتون ومسح جميع ما يتعلق بأخناتون من قبل الفراعنة من بعده.[٢]
هذا ووصلت المملكة الحديثة في مصر إلى ذروة قوتها تحت حكم الفراعنة سيتي الأول ورمسيس الثاني، الذين حاربوا لتوسيع القوة المصرية ضد الليبيين في الغرب والحثيين في الشمال.[٢]
أهم إنجازات الحضارة المصرية
لقد كانت الحضارة المصرية على مرِّ العصور أعظم حضارة على وجه الأرض لما قدمته من إنجازات للبشرية، وكانت إنجازات المصريين القدماء كثيرة جدًا، وفيما يأتي أبرز هذه الإنجازات:[٤]
إنجازات الحضارة المصرية في مجال العمران
في مجال العمران كان للحضارة المصرية باع طويل، فقاموا ببناء الأهرامات والتماثيل والمعابد والقبور التي صمدت، رغم مرور آلاف السنين عليها، بالإضافة إلى كثير من الرسومات والنقوش والمخطوطات كمخطوطة البردي الشهيرة.[٤]
إنجازات الحضارة المصرية في مجال العلوم والطب
اخترعوا مفاهيم في الهندسة والحساب وطوروها، ودرسوا علم الطب وعلم التشريح والتحنيط، وكان قدماء المصريين جراحين مهرة درسوا الأمراض وطوروا الأدوية لعلاجها، كما اخترعوا التقويم الشمسي والتقويم القمري.[٤]
إنجازات الحضارة المصرية في مجال الكتابة
كان المصريون القدامى يصنعون من البردي رقائق للكتابة عليها، وجمعوا فيها علومهم وتقاليدهم وعاداتهم، وأبدعوا في الكتابة الهيروغليفية التصويرية، والهيروغليفية هي رسم أو رمز يمثل كلمة أو صوتًا، ومن خلالها تمكنوا من التواصل بشكل فعال، وتسجيل المعلومات، ونقل تاريخهم.[٤]
إنجازات الحضارة المصرية في مجال الزراعة والري
تعلم المصريون كيفية بناء قنوات من النيل من أجل الاحتفاظ بالمياه فيها للزراعة، كما كانوا يبنون سدودًا حول الحقول الزراعية، مما سيساعدهم على الاحتفاظ بالمياه لفترة طويلة من الزمن، وهذا يضمن تشبع الأرض بالمياه للمساعدة في زراعة المحاصيل.[٤]
نهاية الحضارة المصرية
إنَّ كثرة الخيرات والثروات التي كانت تزخرُ بها مصر القديمة جعل منها عرضةً لأطماع الغزاة على مرِّ العصور، ورغم الاستقرار النسبي الذي كان يسود مصر في فترة حكم الفراعنة، إلا أنها تعرضت لكثير من النكسات، كسيطرة الهكسوس على الحكم، لكنَّ المصريين كانوا يسارعون إلى توحيد صفوفهم وإعادة تحرير بلادهم وطرد المحتل منها.[٣]
غيرَ أنَّ الانقسامات كانت أكثر من أن تُجبر والضعف الداخلي والفساد والظلم كان قد تفشَّى وجعلها أضعف بكثير، مما كانت عليه خصوصًا منذ تولي الأسرة الحادية والعشرين الحكم.[٥]
ولم ينتهِ العصر الفرعوني إلا بعدَ أن قام الإسكندر الأكبر بغزو مصر، وضمها إلى مملكته في عام 332 قبل الميلاد في زمن الأسرة الثلاثين لتطوى صفحة حكم طويلٍ للفراعنة، ويبدأ العصر البلطمي الجديد في مصر.[٥]
المراجع[+]
- ^ أ ب ت ث "ancient Egypt", britannica, Retrieved 17/8/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Ancient Egyptian civilization", khanacademy, Retrieved 17/8/2022. Edited.
- ^ أ ب ت "Middle Kingdom of Egypt", worldhistory, 4/10/2016, Retrieved 17/8/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Egyptian Achievements", ck12, 30/6/2016, Retrieved 17/8/2022. Edited.
- ^ أ ب "Egypt: The End of a Civilisation", bbc, 17/2/2011, Retrieved 17/8/2022. Edited.